الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي لا يدافع عن نفسه ويستحوذ على ألعاب الآخرين.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد أعطر التحية وأعذب السلام أضع بين يديكم هذه التساؤلات الكثيرة والمحيرة لي في نفس الوقت.

لدي طفل عمره 4 سنوات يحب الاستحواذ على اللعب كثيرا مع الأطفال، ولا يدافع عن نفسه، ويحاول أن يمتلك ( يحتجز ) اللعب دائما، ويحتويها لنفسه ( الاستحواذ على اللعب لنفسه مع وجود الأطفال الآخرين )، خاصة عندما يكون يلعب مع أطفال آخرين من نفس عمره، أو أكبر منه، لا أدري لماذا؟ ولماذا وصل لديه هذا السلوك، أو كيف اكتسبه، وكيف يمكنني إيقافه عن ممارسته؟

مع العلم أنني حاولت مرارا، وتكررا أن أمنعه عن هذا السلوك إلا أنه يكرره كثيرا.

أحيانا يقوم أحد الأطفال بضربه سواء بالقرص على جسمه، أو على وجهه أو ضربه باليد، وهذا الطفل لا يحاول أن يدافع عن نفسه بأي شكل من الأشكال، بل يأتي لوالديه يبكي بأن فلانا قد ضربه، بل وكأن ذلك الطفل لم يضربه، ورغم ذلك يذهب ليلعب معهم مرة أخرى.

لا أدري ما السبب في أن هذا الطفل لا يدافع عن نفسه؟ كيف أستطيع أن أوقفه عن أسلوب استحواذه على الألعاب مع الأطفال الآخرين؟ وكيف أشجعه على الدفاع عن نفسه، بل ربما كيف أحسسه بأن ذلك الطفل قد ضربه، وكيف أجعل هذا الطفل يدافع عن نفسه، علما بأنني أحس بأن باقي الأطفال يحبون ضربه دائما؛ لأنه لا يدافع عن نفسه.

أضع بين يديكم هذه التساؤلات، أملا أن تصلوا إلى حل يفيدني، وعسى أن يفيد القراء الآخرين في أساليب التعامل مع الأطفال، وتشجيع الطفل للدفاع عن نفسه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فراغ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذه الأسئلة.
من الطبيعي للطفل في هذه المرحلة العمرية أن يحاول الاستحواذ على الأشياء من حوله، فربما هذا من غريزة التملك التي في الإنسان، والتي نرى مظاهرها الكثيرة في حياة الكبار.

إن محاولة صرف هذا الطفل عن الاستحواذ والتملك قد لا تأتي بنتائج إلا النتائج العكسية؛ لأن هذا سيزيده "خوفا" من الفقدان، والأفضل من ذلك أن تحاولي تطمين الطفل بأن هذا الشئ الذي أمامه أنه له (إن كان فعلا يخصه)، ومن حقه أن يأخذه؛ لأنه إن شعر بالاطمئنان ستقل عنده الرغبة بالامتلاك، فإذا أفضل طريقة ليست في منعه من التملك، وإنما في تشجيعه عليه.

وأما موضوع الدفاع عن نفسه، فمن الواضح أن عنده سببا يمنعه من الدفاع عن نفسه مع الأطفال الآخرين، وهنا أيضا إذا طالبته بالدفاع عن نفسه ربما ضرب الطفل الآخر، فإن هذا الطلب سيزيد من قلق هذا الطفل، وبالتالي ربما يتخوف أكثر من الاقتراب من الطفل الآخر وضربه أو الدفاع عن نفسه، وسيستنتج من دفعك له بأن لديه "مشكلة" ما، وبدل المشكلة الواحدة تصبح مشكلتين!

أشعر الطفل بأنه طفل "طبيعي" وأنه ليس هناك ما ينقصه أو يعيبه، فهذا التوجه سيزيد من ثقته في نفسه، مما يمكن أن يعزز شخصيته وثقته في نفسه، مما سيشجعه على تغيير تعامله من الاطفال الآخرين.

وإذا كانت هناك من طريقة لتغيير تصرفاته من الأطفال فربما عن هذا الطريق، وليس عن طريق ما يُضعف ثقته في نفسه.

حفظ الله طفلك، وأقرّ عيونكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً