الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حامل وأعاني من إمساك ووحم، فما الحل لمشكلتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

جزا الله القائمين على هذا الموقع جزيل الخير، فوالله أنني استفدت كثيراً منه، وأصبح مرجعي الأول في كل تساؤلاتي، واليوم أصبحت من أعضاءه ولدي استفسارات، وأرجو الإجابة عليها.

أنا حامل في الشهر الأول وأعاني من إمساك مزمن، هل شربي لمحلول (الموفيكول) فيه ضرر علي؟
وما الأفضل في رأيكم؟
وأعاني من وحم شديد للغاية، واستخدمت حبوب (نفيدكس) ولكنها لم تنفعني أبداً، ما رأيكم في حبوب (زفران) للوحم، هل هي مفيدة لي أم لديكم خيار أفضل؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تووتي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرد لك الشكر بمثله, ونسأل الله -عز وجل- أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائماً.

يكثر حدوث الإمساك خلال الحمل ومنذ الأشهر الأولى, ذلك أن هرمون (البروجسترون) وهو الهرمون الأساسي الذي يخرج من جراب البويضة بعد انطلاقها، يزداد إفرازه كثيراً من هذا الجراب في حال حدوث الحمل, والهدف من الزيادة هي إرخاء العضلات الملساء في الرحم، لتتمكن المضغة من التعشيش, والعضلات الملساء موجودة أيضا في جدران الأمعاء, لذلك فإن الأمعاء أيضا ترتخي، وتصاب بحالة كسل فيحدث الإمساك والشعور بالانتفاخ والتطبل في البطن، فإن كانت السيدة تعاني أصلا من الإمساك فإنه سيصبح أشد في الحمل.

وبالنسبة لدواء (موفيكول) فهو من الأدوية الآمنة لعلاج الإمساك في الحمل, لذلك لا داعي للقلق من تناوله, لأن تركيبه الأساسي مادة عاطلة لا تمتص إلى الدم، بل تبقى في الأمعاء, وهو يعمل على زيادة كمية الماء في البراز, فتزداد كتلة البراز حجما وليونة ويسهل الإخراج.

وبالنسبة لحبوب (زفران) فيمكنك تناولها في حال لم يحدث تحسن على (نفيدكسين) وهي آمنة أيضا في الحمل -إن شاء الله تعالى-، وأنصحك بتناول وجبات متعددة لكن قليلة الكمية, مع التقليل من البهارات الحارة أو الأطعمة ذات النكهات القوية، وكذلك تقليل الدهون والزيوت في الطعام، ويمكنك تجربة شرب منقوع الزنجبيل أو منقوع أوراق النعناع، فالكثيرات يشعرن بتحسن عند تناوله، ومن المهم جداً أخذ قسط وافر من الراحة خلال اليوم، وإن أمكن أخذ قيلولة لا تقل عن ساعة.

ويمكنك تناول فيتامين (ب6 عيار 50 ملغ) حبتين يومياً، فقد تبين بأنه يفيد في تخفيف الغثيان والإقياء وكثيراً ما يغني لوحده عن تناول أية أدوية، وإن كانت الأعراض عندك شديدة في الصباح، فجربي تناول قطعاً من البسكويت الناشف قبل النهوض من السرير، وبعد خمس إلى عشر دقائق حاولي النهوض لكن ببطء.

رغم أن الوحم مزعج جداً للأم إلا أنه في درجاته الخفيفة وحتى المتوسطة لا يؤثر على الجنين -بإذن الله تعالى-, وعلى العكس فبعض العلماء يعتقدون بأن فيه حماية للجنين؛ لأن الجنين في الشهور المبكرة, والغثيان والإقياء يعملان كحماية للجنين من تناول الأم لكثير من المواد الضارة التي قد تؤثر على أعضاء الجنين خلال هذه المرحلة الهامة جداً من التطور.

نسأل الله -عز وجل- أن يتم لك الحمل على خير، وأن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً