الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أتخلص من عادة نتف الشعر، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة عمري 23 سنة، أعاني من نتف شعر رأسي منذ 10 سنين، وكثيرا ما تزيد الحالة عندما أمر بأزمة أو ضيق، وكذلك في الفترة ما قبل الدورة الشهرية، وعند التفكير والإحساس بالبرد.

حاول أهلي معي بالكلام أن يمنعوني، ولكن يرفضون أن أتعالج عند دكتور نفسي، مع العلم أنهم اقتنعوا لفترة، وذهبت إلى أخصائي، ولكنه لم يتحدث معي كثيرا، بل أعطاني دواء لم يعط نتيجة سوى أني كنت أنام لفترات طويلة، فرفض أهلي إكمال العلاج، فما الحل؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ doaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نتف الشعر هو ظاهرة من الظواهر المتعلمة والمكتسبة، وتكون بداياته دائمًا ناتجة من قلق نفسي بسيط، وفي ذاك الوقت لم يعبر الإنسان عن مشاعره، لذا بدأت تأتيه هذه الاندفاعات السلبية، وأحدها هو اللجوء إلى قضم الأظافر، أو مص الأصابع، أو الإكثار من حركة الرجل، أو نتف الشعر كما هو في حالتك الآن.

وكثير من علماء النفس يضعون هذه الحالات تحت الوساوس القهرية، لأن الفعل سخيف، وصاحبه يقتنع بذلك، وفي ذات الوقت هناك صفة التكرار والترديد المستمر والممل.

أيتها الفاضلة الكريمة: العلاج يتمثل في:

أولاً: بأن تبني قناعات فكرية جديدة بأنك فتاة، وأن هذا الذي تقومين به يشوه صورتك أمام الآخرين، فهذا مهم.

ثانيًا: هذا الفعل هو تحت إرادتك، وما دام الأمر تحت إرادة الإنسان فيجب أن يتحكم الإنسان فيه.

ثالثًا: كخطوة سلوكية علاجية بسيطة، تأمَّلي أنك سوف تقومين بنتف الشعر، وفي نفس اللحظة تذكري حدثًا – أي حدث في الحياة – يكون مؤلمًا، القصد من هذا النوع من التفكير الخيالي هو أن تربطي بين الفعل القلقي الوسواسي، وفكرة مؤلمة للنفس، حين يكون هنالك تواؤم ما بين الفكرتين يحدث نوع من التنفير، وهذا التنفير يؤدي إلى إضعاف الفكرة والفعل الوسواسي.

تمرين بسيط آخر، هو: اجلسي على كرسي، ضعي يدك على شعرك، وتأملي أنك سوف تقومين بنتف الشعر، دون أن تنتفيه، وقومي فجأة بنزع يدك وتحريكها، والضرب عليها بقوة على جسم صلب كالطاولة مثلاً.

الفكرة هنا أيضًا هي استبدال الفعل الوسواسي بإدخال الألم على النفس، وهذا أيضًا وجد أنه يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي.

بصفة عامة: التعبير عن الذات، وعدم الكتمان، والتفريغ عن النفس من خلال حسن التواصل الاجتماعي، وُجد أنه يفيد، لأنه يقلل من القلق، وحين يقل القلق تقل الرغبة في نتف الشعر.

كما أن تمارين الاسترخاء أيضًا ذات فائدة كبيرة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تتبعي التطبيقات الموجودة بها وسوف تستفيدين منها - إن شاء الله تعالى -.

وبالنسبة للعلاج الدوائي: فالأدوية بالفعل مهمة ومطلوبة ومفيدة أيضًا، وتسهل على الإنسان تطبيقات العلاج السلوكي التنفيري الذي تكلمنا عنه سلفًا، ومن الأدوية الممتازة عقار يعرف باسم (فافرين) وهذا اسمه التجاري، ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) وهو لا يسبب النوم، ومفيد جدًّا في مثل هذه الحالة.

عمومًا تحدثي مع أسرتك حول هذا الموضوع، ويمكن أن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا لمرة أو مرتين للمزيد من التوجيه والإرشاد، وأن يصف لك الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً