الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري وتسلسل الأفكار الملحة.

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من وسواس قهري، وأفكار خاطئة وملحة في كثير من حياتي منذ زمن بعيد، ولكن المصيبة أن الوسواس والأفكار تتطور وتتفاقم مع الزمن، حيث إنني أجد صعوبة في نية الصلاة، وأشك أني لم أنو، وأتجنب لمس الكثير من الأشياء، وأبالغ بشكل كبير جدا في الغسل، وفي قضاء العديد من الحاجات حتى في عملي، وفي حياتي بسبب الوسواس، والافكار الملحة، كما وأنني أيضا أقوم بربط الأشياء ببعضها مما يعطل علي قضاء العديد من أموري، مثال:
إذا فكرت بشي خاطئ خلال قيامي بعمل معين، فإن علي إعادة ذاك العمل من جديد، وأيضا وصلت الأمور إلى أفكار غريبة جدا جدا ويصعب تصورها.

كما وأني أحيانا لا أشعر بارتياح إلا إذا تم الشيء بشكل صحيح ومرتب تماما، وإلا سأقوم بإعادته من جديد، وعلى الرغم من ذلك تأتي فكرة أخرى ملحة توترني من جديد.

لقد عانيت وتعبت كثيرا، ولا أستطيع أن أعيش حياتي كباقي الناس بسبب الوسوسة والأفكار الملحة وربط كل الأمور ببعضها مما أتعبني كثيرا.

مع العلم أني أعلم ومتأكد أن هذه الوسوسة والافكار جميعها خاطئة، ويجب عدم الخضوع لها، ولكني لا أستطيع إيقافها بسبب الحاحها وملاحقتها الذي أجهدني.

أرجوكم أفيدوني بوصفة دوائية فعالة بأفضل أنواع الأدوية وأكثرها فاعلية دون الحاجة إلى مراجعة الطبيب لصعوبة الأمر بالنسبة لي.

لقد قرأت بعض الوصفات الدوائية لكم، ولكني أرجوكم بالاطلاع على قضيتي، وإعطائي وصفه دوائية فعالة مع تفاصيل الجرعات والفترات الزمنية.

شاكرا حسن تعاونكم، وجزاكم الله عنا كل خير، وجعلكم الله ذخرا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Moath حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أنك بالفعل تعاني من وساوس قهرية، والوسواس قد يكون متعدد المحتويات، وله روابط، ووسواسك هو من هذه الشاكلة، -وإن شاء الله تعالى- علاجه لن يكون مستعصيًا، لكن يحتاج منك بالفعل إلى عزيمة وإصرار.

الشيء الجيد هو أنك تُدرك أن هذه أفكار خاطئة، وتحاول أن تقاومها، ولكن نسبة لاستحواذها وإلحاحها تجد صعوبة في ذلك مما أدى إلى إجهادك نفسيًا.

في بعض الحالات يفتقد الناس المقاومة لوساوسهم ويتطبعون معها، مما يقلل من قلقهم، وهذا قد يجعل الوساوس صعبة العلاج، لكن في حالتك أنت -الحمد لله تعالى- لم تصل لهذه المرحلة.

العلاج: يجب أن تحقّر هذه الوساوس وتستمر في ذلك ولا تستجيب لها، ولا تُكثر من نقاشها أو تفصيلها، وقم بفعل ضدها، واعلم أن عدم تكرار العمل أيًّا كان سيؤدي إلى شعورك بالقلق والتوتر، لكن مع استمرار وإصرارك على هذا النهج سوف تتبدل الأمور تمامًا، وتحس - إن شاء الله تعالى – بالرضا والإشباع الذاتي على هذا الإنجاز، أي مقاومة الوسواس وتحقيره.

العلاج الدوائي أتفق معك أنه مهم، والحمد لله تعالى الأدوية الآن متوفرة وأثبتت جدارتها، ومعظمها سليم جدًّا، والدواء الذي نبدأ به دائمًا هو البروزاك، والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين)، وذلك نسبة لسلامته، وكذلك فعاليته وسهولة الحصول عليه أيضًا.

جرعة البروزاك المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم، يتم تناولها بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تجعل الجرعة كبسولتين في اليوم، هذه الجرعة أتمنى أن تكون هي الجرعة العلاجية، والاستمرار عليها يجب أن يكون لمدة أربعة أشهر على الأقل، بعدها تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

في هذه المرحلة أنا أرى أن البروزاك هو الدواء الأفضل كما ذكرت لك، -وإن شاء الله تعالى- باجتهادك ومجاهداتك في مقاومة الوساوس مع تناول الدواء سوف تجد أن أحوالك قد تحسنت كثيرًا.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة ابو بدر

    الله يجزاكم خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً