الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو الفرق بين الكآبة والتوتر والقلق؟ وما أعراضها؟

السؤال

ما هو الفرق بين الكآبة والتوتر والقلق؟ وما أعراض كل منها؟ ودواء الدوجماتيل علاج لأي منهم?

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abobaker حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الكآبة قد تكون عرضًا وقد تكون مرضًا، بمعنى أنها إذا كانت عرضًا فالإنسان يحس بأنه حزين بعض الشيء، وغير مرتاح، ومنعزل، ومثبط جدًّا وجدانيًا، وإن كانت مرضًا فهنا يُقصد بها الاكتئاب النفسي، والأعراض هنا لابد أن تكون مرافقة للإنسان لمدة شهر على الأقل، هنالك كدر، هنالك ضجر، هنالك ملل، هنالك حزن، تأثر كبير في الوظائف البيولوجية كالنوم والأكل، وافتقاد الاستمتاع بالحياة بصفة عامة، وهي درجات: هنالك البسيطة، وهنالك الاكتئاب البسيط، المتوسط، الشديد، المطبق.

أما بالنسبة للتوتر والقلق فالتوتر قد يكون عرضًا من أعراض القلق، وهو شعور بعدم الارتياح العام نفسيًا وجسديًا، ويكون هنالك نوع من الخوف الغير مبرر، الإنسان يحس أنه غير مطمئن في ذاته، وأنه عجول، وأنه مندفع، وأن يكون هنالك شيء من الاضطراب في النوم أيضًا، والتركيز أيضًا قد يكون فيه شيء من الضعف، وكثيرًا ما يتداخل القلق مع الاكتئاب، والاكتئاب مع القلق.

هذه مجرد صورة موجزة جدًّا عن الكآبة والتوتر والقلق، وقطعًا لا يمكن أن يوفيها الإنسان حقها من الوصف، وقد كتبت عنها مؤلفات ضخمة كاملة.

الدوجماتيل يعرف علميًا باسم (سلبرايد) وهو في الأصل دواء حين أدخلته الشركة المصنعة إلى سوق الدواء رأت أنه دواء ممتاز جدًّا لعلاج مرض الفصام، بشرط أن تكون الجرعة ستمائة مليجرام وأكثر، بعد ذلك اتضح أن هذا الدواء بجرعة صغيرة – مثلاً خمسين مليجرامًا يوميًا، أو خمسين مليجرامًا ثلاث مرات في اليوم، أو حتى مائتي مليجرام في اليوم – وجد أنه دواء ممتاز جدًّا لعلاج القلق والتوتر، وإذا وجدت أعراض جسدية على وجه الخصوص مع القلق فهنا يكون الدوجماتيل مفيدًا جدًّا.

إذن نستطيع أن نقول أنه يعالج القلق والتوتر، لكن لا نستطيع أن نقول أنه مضاد للاكتئاب، أو على الأقل ليس مضادًا فعّالاً.

يُعاب عليه أنه قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، كما أنه قد يرفع من هرمون الحليب (برولاكتين) لدى النساء، ولدى الرجال، وبالنسبة للنساء قد يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وبالنسبة للنساء إذا كانت الجرعة عالية واستمر عليه الإنسان لفترة طويلة ربما أيضًا يؤدي إلى ضعف في الرغبة الجنسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول عبد رحمن

    جزاك الله خير د.محمد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً