الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا متفوق في دراستي لكني أفكر بالغش في امتحان الثانوية!

السؤال

بداية أشكركم على موقعكم الرائع، وجزيتم خيرًا.

أنا طالب متفوق فقد حصلت على المركز الأول في الشهادة الابتدائية، والثاني في الشهادة الأعدادية، أنا لم أتعود على الغش، ومع اقتراب امتحانات الثانوية بدأت أفكر في الغش حيث إنني أود دخول كلية معينة وعائلتي تشجعني لذلك.

مع العلم أنني متفوق، ولم أغش قبل ذلك، فهل هناك مانع لو ذكرني أحد الطلاب بمعلومة، أو أكثر في امتحان الثانوية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hady حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ولدنا الحبيب – في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك ثقتك فينا وتواصلك معنا، كما نشكر لك حسن أدبك ورقة عبارتك وحسن ثنائك، وهذا دليل على أدبك وتميزك، فلا غرابة بعد ذلك أن تكون متوفقًا في دراستك، نسأل الله تعالى لك مزيدًا من التوفيق والهداية والصلاح.

أما ما سألت عنه – أيهَا الولد الحبيب – من الاستعانة بالغش لتحصيل درجة التفوق، فأولاً: من الناحية الشرعية لا يجوز، لأنه غش، والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (من غشّنا فليس منا)، والناس يعرفونه أيضًا بهذا الاسم، ويسمونه (غِشًّا).

وأما ثانيًا: فلأن الحرام لا يكون وسيلة للوصول إلى أرزاق الله تعالى الطيبة، ولا يكون سببًا لتوفيق الله تعالى ومعونته، فإن المعصية لا تجر لصاحبها إلا الخذلان والحرمان، وإن ظهر للناس خلاف ذلك لفترة من الزمن، فإن عواقب الأمور بعد المعاصي بخلاف ما يتمنى المتمني، ولذلك يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه).

فاطرد عنك هذه الخواطر، فإن معصية الله تعالى ليس وراءها إلا الأسف والندم، واعتمد على الله سبحانه وتعالى، وأحسن ظنك به، أنه سيوفقك ويعينك، مع الأخذ بالأسباب بقدر استطاعتك، وامتثل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) وستجد نفسك - إن شاء الله تعالى – تنتقل من تفوقٍ إلى ما هو خير منه.

نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً