الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدعو دائما أن يصيبني مثل ما يصيب الآخرين من سوء، كيف أوقف هذا الأمر؟

السؤال

عندما أسمع عن شيء سيء حدث لشخص: كموت، أو فشل، أو مرض؛ فإني أقوم بالدعاء في داخلي (لا أرفع يدي إلى السماء، أدعو فقط من داخلي)، أن أصاب بهذا الفشل أو المرض، أو أدعو به لأقرب الأشخاص لي والذين أحبهم.

لا أدري ماذا أفعل لكي أوقف هذا الشيء الغريب؟

علما بأني لا أحقد على أي شخص، أفيدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرفع الأمراض والأسقام والبلايا عن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- رجالاً ونساء كباراً وصغاراً، وأن يعيننا على الخير، وأن يرزقنا العافية والعفو هو ولي ذلك والقادر عليه.

وأرجو أن تعلمي أن المؤمنة إذا سمعت عمن أصيب بمرض فإنها تدعو له بالشفاء، وتسأل الله تبارك وتعالى السلامة، ولا مانع من أن تقول في نفسها: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به وفضلنا على كثيراً ممن خلق تفضيلا.

هذا الذي فهمناه أنك تكرهين الشر للناس، وتتمنين في داخل قلبك أن لا يصيبك هذا المرض وأن لا يصيب الآخرين، أما إذا كان العكس -وربما هناك إشارة إلى إنك تتمنين الإصابة بالمرض، أو تتمني أن يصاب آخرين بهذا المرض- فإن هذا مما ينبغي أن نتعوذ فيه من الشيطان الرجيم، فالمؤمنة لا تحقد، وأنت ولله الحمد قلت: أنا لا أحقد على أحد ولا أحسد أحد، ولا أتمنى الشر لأحد، فالمؤمن يتمنى الخير لنفسه ويحب الخير للآخرين، حتى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، ويكره كذلك لإخوانه ما يكره لنفسه، فإذا كرهنا لأنفسنا المرض فنكرهه للآخرين.

تمني العافية، تمني الهداية، تمني الخير، الإنسان لا يدعو على نفسه وعلى أولاده وعلى إخوانه، دائماً يدعو لهم بالخير ويتجنب الدعاء عليهم، فإذا كنت ولله الحمد تدعي لهم بالخير بدون رفع اليدين أو برفع اليدين فإن الله تبارك وتعالى يعلم السر وأخفى ويجيب من يدعوه سبحانه وتعالى.

أما إذا كانت الدعوة سلبية فتعوذي بالله من هذه الوساوس، واجتهدي في أن تخالفي النفس، فتدعي للناس دائماً بالخير، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لك زلة اللسان، وإذا دعوت على مسلم بالشر أن يحول الله له ذلك الشر إلى خير، وأن يرزق الجميع العافية، وإذا كانت نيتك سليمة فإنه لا عبرة بالألفاظ التي تصدر، المهم أن نحمل قلوبا سليمة خالية من الغل والحقد والحسد لعباد الله كما قلنا، بصرف النظر عن كونهم إلى جوارنا أو بعيدين عنا، فالمؤمن دائماً يدعو بالخير، يدعو بالخير ويحمل الخير ويتمنى الخير وينوي الخير ويعمل الخير.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان reem ahmed

    شكرا دكتور جزاك الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً