الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يحاول التحرش بابن أختي.. ماذا أفعل مع ولدي؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي طفل يبلغ من العمر 4 سنوات، وهو ولدي الوحيد، وبدأت تصدر منه تصرفات غير طبيعية في بيت جده، وهي محاولة الفعل بولد خالته، وهو أصغر منه سنًا وعند سؤاله قال: "نفسي في هذا الشيء"، على الرغم عدم وجود أي قناة خادشة للحياء في المنزل، أو منزل جده، ولا يختلط مع أي أطفال آخرين غير أولاد خالته وأخواله الصغار، والذي أشك أنه هو الذي علمه هذه الأشياء التي أخذها من المدرسة، أنا حائر، ماذا أفعل مع ولدي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على التواصل معنا على هذا الموقع.
معك كل الحق في أن تقلق على هذه التصرفات من طفل عمره أربع سنوات.

وإن أول ما يخطر في البال، والذي علينا التحري عنه، والتأكد من وجوده أو عدمه، هو سؤال من أين ربما تعلم هذا السلوك؟

وإن أول ما يخطر في البال حول هذا السؤال هو فيما إذا كان هذا الطفل قد تعلم هذا من شخص آخر، سواء صغير أو كبير، ولا بد أن يخطر في البال أسوأ الاحتمالات، وهو أن نتأكد من أنه لم يتعرض للتحرش الجنسي من أحد، سواء في داخل الأسرة الممتدة أو من خارجها كالمدرسة وغيرها، والإنسان أصبح لا يأمن أن يصل هذا لأولاده في أي مكان، مما يستدعي الانتباه والحذر والمتابعة القريبة، ولكن من دون أن نحبس الطفل في ظروف مبالغ فيها من الحذر والمراقبة...

واسمح لي أن أقول من باب الأمانة، أن علينا أن نستبعد أحدًا ممن يمكن أن يكون قد قام بهذا، ولو من باب لعب الأطفال، واسمح لي أن أقول أنه حتى أولاد خالته وأخواله الصغار، فالدراسات الكثيرة، ومنها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، أن من يقوم بالتحرش بالطفل هو عادة شخص قريب من الأسرة، وممن يعرفه الطفل!

طبعا لا أريد أن أشغل بالك فقد لا يكون هناك أي مؤشر لمثل هذا التحرش، وكل ما في الأمر أنه مجرد "ألعاب أطفال"، ولكن وكما يقال "توقع الأفضل، وتهيأ للأسوء".

وسواء حدث ما يزعج أو لا، فالأفضل التعامل مع مثل هذا السلوك بمنتهى الهدوء، وإلا فإننا ربما وبأسلوب غير مباشر نعزز مثل هذا السلوك، وكما يقال "الممنوع مرغوب".

تعامل مع هذا السلوك بهدوء، ونبه الطفل، وبشكل سريع ودون الإطالة، أن هذا العمل "ليس حلوا" وأن الله تعالى لا يحب مثل هذا العمل، ومن ثم تقرب من الطفل، وأغرقه بالرعاية والحنان والعطف، فهو الآن في حاجة لهذا وليس للعقاب وغيره، فهو طفل في الرابعة من العمر.

وربما يفيدك الاطلاع على كتابي "معين الآباء في التربية الجنسية للأبناء"

وفقك الله، وأقرّ عينك بهذا الطفل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات