الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي اجتماعية لكنها وحيدة، فهل أنجب لها أخاً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أشكركم على هذا المنتدى الأكثر من رائع.

بنتي بعمر سنة وسبعة أشهر, لا تحب الألعاب, ومهما أحضرنا لها ألعابا فإنها تلعب بها قليلا وتتركها, تحب الأطفال كثيرا, وإذا خرجنا للحديقة, وأردنا أن تلعب بالألعاب لا ترضى, وتبكي وتصرخ, ولكن إذا كان في اللعبة أطفال غيرها تفرح كثيرا, وتلعب معهم.

إذا وجدت عائلة معهم طفلة أو أكثر تذهب عندهم وتتركني, ولا تريدني أن أحملها من عندهم, وإذا دخلت مكانا وكان به أطفال لا تخرج منه قبل أن يخرجوا هم ويتركونها.

هي وحيدتي, وأحزن عليها كثيرا, وهي تبحث عن طفل, ففي هذه الحالة هل من الضروري أن أنجب لها طفلا؟ مع أنها غيورة جدا, ولا ترضى بطفل آخر يلمسني, أو أن أكلمه.

في البيت طوال اليوم تريدني أن ألعب معها, وأن أحملها, وإذا رفضت تبدأ بالصراخ والضرب لي, فأصرخ عليها وأضرب يدها, ودائما أضرب يدها عندما تفعل شيئا خاطئا أو تكسر شيئا, فهل هذا التصرف الذي يصدر مني خاطئ عندما أضرب يدها على تصرف خاطئ منها؟

أخيرا: متى أبدأ بتعليم ابنتي الذهاب إلى الحمام -أعزكم الله-؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم توته حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بهذه السؤال.

أهنئك على هذه الطفلة الاجتماعية، فهذه نعمة عظيمة، فاحرصي عليها، والأسوأ لو كانت العكس، حيث هي تختلي مع ألعابها وتتجنب أو تبكي عند لقاء الناس! وهذا ما يشتكي منه كثير من الآباء والأمهات ممن يعاني طفلهم من بعض الصعوبات كالتوحد وغيره، فاحمدي الله على هذه الطفلة وهذه النعمة.

لكن كيف العمل الآن؟ قد تكون متابعة الإنجاب في وقت من الأوقات أحد جوانب الحلّ، ولكن ليس بالضرورة، وربما يفيد أن لا يكون هذا الدافع للإنجاب السبب الرئيسي، ولكن ثمة أمور أخرى يمكنك القيام بها سواء مع الإنجاب أو من دونه، ومنها:

أولًا: أن تشجعي هذا الجانب الاجتماعي عند هذه الطفلة، فلا تشعريها أنك غير مرتاحة لما ذكرتِ، ولإقبالها على الأطفال الآخرين، بل على العكس أتيحي لها فرصة اللقاء المتجدد بالأطفال، وامتدحيها على هذا الإقبال، وبأنها تحب الأطفال، فلعل الله يهيئ لها أن تكون أماً طيبة في قابلات الأيام، ومن يدري ربما تصبح مديرة مدرسة أطفال!

الأمر الثاني هو: أن تلعبي معها وتبقي معها، ودعيني أقول: إن الطفل عادة يحتاج لانتباه من حوله وخاصة الأم، وكما نحتاج نحن للهواء والماء، فأرجو أن لا تبخلي عليها بهذا الانتباه كلما استطعت، ومن الضروري أن تتعلم الطفلة أيضا أن هناك بعض الأوقات التي عليها أن تنتظر لأن عليك بعض الواجبات لتقومي بها، ولكن يمكنك هنا أن تخبريها بأنك فور انتهائك من عمل ما بأنك ستقدمين عليها واللعب معها.

هذه الساعات التي تقضيها مع ابنتك وهي وحيدك الآن، من أهم ساعات حياة هذه الطفلة، وهي ستتعلم منك الكثير والكثير، مما لن تنساه طوال حياتها؛ فانتهزي هذه الفرصة وخاصة قبل أن تأتي بطفل آخر، فعندها سيصبح عندك أقل من نصف الوقت المتاح لك، ولا شك أن الطفل الثاني -إن أنجبت- فيسأخذ معظم الوقت.

وأخيراً: أنصحك بقراءة كتاب في تربية الأطفال، ومنها كتابي: "أولادنا من الطفولة إلى الشباب".

وفقك الله، وحفظ طفلتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً