الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت لا أتحمل أطفالي وأغضب وأتوتر!

السؤال

السلام عليكم

عمري 24 سنة، لدي طفلان يبلغان من العمر 5 و 3 سنوات، أعاني من ضغط كبير منهما ومن مشاكلهما، فأنا لا أتحمل صراخهما ولا أصواتهما المزعجة ولا طلباتهما، أحب أن أجلس وحدي دائما لأستمتع بالهدوء والراحة، مع العلم أن طفلي في المدرسة، وفي فترة وجوده بالمدرسة لا أحب أن أنام أو أعمل بالمنزل، أو أخرج من البيت لكي أتمتع في هذه الفترة بالهدوء التام، لكن حتى هذه الفترة التي تبلغ مدتها 4 ساعات لا تكفيني، ودائما أشعر أني بحاجة لمزيد من الوقت والجلوس وحدي، فقد أصبحت أشغل لهم التلفاز والألعاب لكي يبتعدا عني ويهدءا، مع أني كنت ضد التلفاز والألعاب الإلكترونية لتأثيرها الضار على عقولهما، كنت ألعب معهما ونمضي وقتا جميلا وسعيدا جدا، لكن لا أعرف ماذا حل بي!

أنا جدا منزعجة من هذا الوضع، ولا أعرف كيف أتخلص من هذه الحالة، مع العلم أن هذه الحالة تتضاعف وتتفاقم في العطل المدرسية، لأني أحرم من فترة الهدوء الصباحية التي كنت أستمتع بها عند ذهاب طفلي للمدرسة، فأصبح شديدة الانفعال والغضب والتوتر.
أرجوكم ساعدوني فوضعي مزعج جدا، فأنا حزينة، خاصة أننا في بلاد الغربة، ولا يوجد لدينا أحد، وأطفالي ليس لهم غيري أنا ووالدهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

ما رأيك أن ترسلي الطفلين إلينا، وأنت ترتاحين من عناء تربيتهما؟! طبعاً أمزح معك، وأنا أعلم أنك لن ترتاحي أن يغيبا عن عينك لساعة أو يوما، بالرغم من صعوبة المرحلة التي تمرين بها الآن.

لا شك أنها معادلة صعبة نوعا ما، فأطفالك يحتاجان لعطفك ورعايتك والتواصل معك، ومع أبيهما، وأنت تحتاجين لبعض الراحة والاسترخاء، والتحدي هو كيف نوّفق بين الأمرين، بحيث لا نحرم أي من الطرفين مما يحتاجه؟!

أول ما خطر في بالي السؤال التالي: لماذا الآن أنت تشعرين بهذه الصعوبة، ولم تكوني تعانين من هذا من قبل؟ هل تمرّين بمرحلة صعبة في حياتك الزوجية والأسرية والاجتماعية؟ وهل هناك صعوبة ما في حياتك جعلت قدرتك على التحمل أقل من سابق عهدك؟ إذا كان هذا، فما تعانين منه إنما هو العرض وليس المرض، والعلاج الأفضل هو في العودة لعلاج لبّ المشكلة وليس فقط مجرد العرض، فحاولي أن تفكري في الأمر، وتجيبي عن هذا السؤال الأخير، ليكون علاجك للمشكلة أو الصعوبة علاجاً موفقا.

أما إن لم تجدي عندك سببا مباشرا لهذا التراجع، فقد يكون الأمر ما أراه عند الكثير من النساء، ممن تتفانى في رعاية أطفالها وأسرتها على حساب رعايتها لنفسها، بحيث تهمل نفسها وتهمل هواياتها واهتماماتها، ظنا منها أنها كالشمعة تحترق لتنير الدرب لأطفالها وأسرتها، ولكني لا أنصح عادة بهذه الطريقة للحياة، لأن هذه الأم ستحترق بسرعة، ولن تستطيع إنارة الدرب لأحد!

والأفضل من هذه الفلسفة في الحياة أن تقوم هذه الأم برعاية أطفالها وأسرتها، ولكن أيضا تعتني بنفسها، والحبيب المصطفى –صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن لنفسك عليك حقا) فالأم التي تخرج من بيتها لتمارس هواية ما، أو اهتماما خاصا بها كدروس العلم والرياضة، وحضور الدورات التدريبة كدورات الكمبيوتر وتعلم اللغات، أو تصفيف الزهور أو الرسم، ومن ثم تعود لبيتها وأطفالها وهي أكثر حماسا وحيوية، أفضل من التي تحبس نفسها في البيت ظنا منها أنها متفانية في رعاية أطفالها، وتوقف كل اهتماماتها، إلا أنها تجد نفسها تتوتر من الأطفال وربما تغضب منهم وتضربهم، فأيها أنفع للأم وللأطفال؟ لاشك أنها الأم الأولى.

ولا بد أن يتعاون الزوج مع زوجته في أن يتيح لها بعض الوقت لنفسها، ولنفسها فقط، بحيث يأخذ منها الأطفال، وتذهب هي لممارسة بعض هواياتها واهتماماها، فهذا أنفع للأم وللأطفال، وللزوج أيضا، لأنها ستعود منها وهي أكثر نشاطا وحيوية.

فهيا أيتها الأم الفاضلة أعيدي النظر في ترتيب أولوياتك، وليس على حساب نفسك، وإنما مراعية كل الأطراف، ومنها أنت ونفسك التي بين جنبيك.

حفظك الله ويسّر لك الأمور.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية زائر

    اقسم بالله انه كلام من ذهب ويجب ان يعمم ولا يبقافي هذه الاستشاره فقط لتعم الفائدة للجميع.

  • مصر ام روحيم

    بارك اللة فيكم

  • السعودية جيلان

    رد جميل اللهم ارزقنا العون علي تنفيذه

  • khacha meriem

    هذا الكلام صحيح و لكن بحكم انني امر بنفس الحالة فانا اري انه لا فاءدة منه لانه في مجتمعنا من المستحيل ان يتفهم الزوج و ياخذ الاولاد ليكون للمراة وقت خاص تعيد فيه ترتيب نفسها بل يزداد الوضع سوؤا كل يوم

  • السعودية ام رياض

    والله محد يحس بالام وخاصه الام العامله من جد تعبنا

  • المغرب الخ

    انا امر بنفس الحالة نتبجة لعوامل وظروف صعبة اسرية ومادية ومعنوية دامت سنين طويلة واتمنى ان يغير الله الحال ويكرمني لانني احس ان قواي انهارت ولم اعد احتمل.انا الان تحت مهدئات ورغم ذلك احس بالضغط لاتفه الاسباب.حتى لم اعد اقبل حتى من يعارضني ولو بفكرة عارضة.بعدماكنت مثال الصبر في اسرتي وعائلتي.الحمد لله اللذي لا يحمد عللى مكروه سواه

  • أمريكا اللهم ارزقني برهم

    حسبي الله على الرجال كل همه نفسه والام هي الي تاخذ كل شي على رأسها

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً