الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أراقب تصرفاتي وأخشى أن أكون مجنونًا، كيف أتخلص من هذا الشعور؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور العزيز محمد عبد العليم، أسال الله التوفيق لك، ولمن معك في هذا الموقع الرائع.

أنا شاب عمري 27 سنة، متزوج -والحمد لله- وقريبًا سوف أرزق بمولود بإذن الله، لدي مشكلة، وهي أنني يوما من الأيام أصبت بصداع استمر لمدة طويلة، عملت جميع الفحوصات من ضغط دم، وسكر، وغدة درقية، وعيون، وكوليسترول، -والحمد لله- جاءت كلها سليمة، ولكن الصداع استمر.

قررت الذهاب لدكتور نفسي؛ لأنني احترت، ولم أجد حلًا للصداع والقلق الذي أنا فيه، ذهبنا إلى الاستشاري، فقال: عندك قلق مع وسواس، مع هلع، وصف لي داوء لسترال وقال: ابدأ تدريجيًا حتى حبتين لمدة ثلاثة أشهر، تحسنت حالتي جدًا بنسبة 80 في المائة، ولكن بعدها بفترة انتكست حالتي، جاءني صداع، قلق، وسواس، أحس حتى لما أمشي في الشارع أحس أنه قد يصدمني أحدهم، أيضا صرت أراقب تصرفاتي، صرت أشك أني سأصبح مجنونًا.

صرت مرتبكًا نوعًا ما في كلامي، وعلى الرغم من كل هذه الأمور، فلن أستسلم، سوف أتحسن -إن شاء الله-، وسأنتصر على هذا الشيء.

لا أدري -يا دكتور- ما الذي حل بي؟ أرجوك أرشدني، وجزاك الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رمضان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكر لك الطبيب فإنك غالباً تعاني من قلق ووساوس، والقلق كثيراً ما يؤدي إلى توترات عضلية تجعل الإنسان يحس بالآلام والوخزات هنا وهناك في جسده، لذا نقول: إن التمارين الرياضية من أفضل أنواع العلاج في مثل هذه الحالات.

يجب أيضاً أن تتخذ محاذير حول أطعمة معينة، هنالك أطعمة قد تسبب الصداع منها الشوكولاته على سبيل المثال، وكذلك الأجبان، النوم في وضعية خاطئة قد يسبب أيضاً الصداع؛ لأن عضلات فروة الرأس، وعضلات الرقبة مرتبطة ببعضها البعض مثلاً إذا نام الإنسان على مساند مرتفعة هذا قد يؤدي إلى انشداد في العضلات، وهذا يؤدي إلى الألم؛ لذا النوم على وسائد خفيفة، وأن ينام الإنسان على شقه الأيمن، وأن يكون حريصاً على أذكار نومه أعتقد أن هذه أسس علاجية مهمة جداً.

أيها -الفاضل الكريم-: التدرب على تمارين الاسترخاء أيضاً نراه مهمًا وضروريًا جداً، فكن حريصاً على هذه التمارين، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم 2136015 أرجو أن ترجع إليها، -وإن شاء الله تعالى- تجد فيها فائدة ومنفعة كبيرة.

وأخيراً سوف أتحدث قليلاً عن الدواء، الدواء نعم مهم وضروري، لكن التطبيقات التي ذكرتها لك أراه أكثر أهمية، اللسترال بجرعة 100 مليجرام ليلاً أراها جرعة مناسبة جداً، ويمكن أن تستمر عليها لفترة أطول من ثلاثة شهر أخرى، مثلاً ثم بعد ذلك تخفضها إلى حبة واحدة هي 50 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وأنا أفضل أيضاً أن تدعم عقار لسترال بأحد الأدوية الأخرى، هنالك أدوية بسيطة مثل عقار ديناكسيت، أو فلونكسول تناول الفلونكسول بجرعة حبة واحدة في الصباح، أي نصف مليجرام لمدة شهرين، أعتقد أنه سيكون علاجاً داعماً وجيدا جداً بالنسبة لك.

أيها الفاضل الكريم: اسعَ دائماً لتطوير مهاراتك الاجتماعية، وأكثر من التواصل، وزد من تحصيلك المعرفي، هذا كله -إن شاء الله تعالى- يساعدك، وأنت -بفضل الله- مستقر، ومتزوج، وفي انتظار المولود الذي أسأل الله تعالى أن يجعله من الصالحين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً