الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقت بطالب في مدرستي.. كيف أتخلص من هذا التعلق؟

السؤال

السلام عليكم

نحن الآن في أيام اختبارات نهاية السنة الدراسية، وأنا طالب في الصف الأول الثانوي، في اليوم الثالث من الاختبارات لاحظت طالبًا جميلًا معي في اللجنة وهو أكبر مني بسنة واحدة، وكان جالسًا على يساري، وتعلقت به جدًا حتى أني أعطيته علكًا كما يفعل الطلاب لزملائهم وأصدقائهم، لكنه رفض، وأخذت كتبه التي يرميها في ساحة المدرسة للذكرى، وأحاول جاهدًا أن ألتقي به، وأصادقه، وأنا منذ أول أمس متعلق به، وتفكيري فيه فقط، حتى أني لم أجلس مع أصدقائي مثل السابق، وفي يوم الأحد سأتحدث معه وأعرض عليه عرضًا يشاركني في عملي في الانترنت، ويصبح شريكًا لي في مشروعي في موقع اليوتيوب لكي يصبح صديقي، وآخذ رقمه وألتقي به، ولكنني خائف من شيئين: خائف أن يصبح صديقي وتتطور علاقتنا، وأصبح عاشقًا له، وخائف أن يرفضني وأصبح في حالة نفسية، ومرض نفسي.

الآن أنا في حالة يرثى لها، لا أتكلم مع أصدقائي، ولا أقاربي حتى أمي وأبي وأخي لا أتكلم معهم بطريقة طبيعية؛ لأني طوال الوقت أفكر في هذا الطالب الجميل الوسيم، وحتى إذا تحدثت مع أصدقائي أتحدث عن الطالب الوسيم.

إذا قلتم اتركه ولا تتحدث معه، ولا تقابله، لا أقدر؛ لأنه معي في نفس لجنة الاختبارات، وبقي 3 أيام للاختبارات، وإذا انتهت الاختبارات سأمرض وسأفكر فيه طوال الوقت، خاصة أني سأنتقل في السنة القادمة إلى مدرسة ثانية.

فما الحل بارك الله فيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا.
نعم يمكن للشاب أن يبالغ قليلاً، -أو كثيرًا- بالتعلق بأحد أصحابه أو زملائه، بحيث يتعب نفسيًا من كثرة التفكير فيه، ويشتاق إليه إذا ما ابتعد عنه لبعض الوقت، ولو لفترة قصيرة.

وفي كثير من الأحيان يكون هذا التعلق مجرد تعلق نفسي، أو عاطفي، وليس فيه ما يعيب من بعض الانجذاب الجنسي، ولكن يجب ألا نكون على سذاجة كبيرة فلا ننتبه خطر هذا الموقف، فمن المنتشر أن يحصل أحيانا ما تحمد عاقبته، مما يضطرنا للانتباه إليه، والحذر منه، وعندها تختلف طريقة معالجة الموضوع، وقد يخرج الأمر عن الإطار العادي والطبيعي، ويدخل في العلاقة غير الطبيعية وغير البريئة.

ولأسباب متعددة يمكن أن يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة لهذا التعلق النفسي الشديد، كما في حالات الوحدة والحرمان العاطفي من العلاقات الأسرية الطبيعية.

ويمكن للشخص الذي يعاني من مثل هذه التعلق الشديد بالآخرين أن ينتبه لهذه العلاقات، ويبدأ ينتهزها فرصة مناسبة للتعرف على طبيعته النفسية وصفاته الشخصية، بحيث يسعى للاستقلال عن هذا الصاحب، وليس المزيد من التعلق به، والسعي لعدم التعلق العاطفي الشديد به أو بغيره، ويبدأ بالتعوّد على الاعتدال في هذه العلاقات، من باب خير الأمور أوسطها.

وبشكل عام ننصح بالانتباه لهذا التعلق قبل أن يشتد ويزداد، وخاصة إذا بدأ يتركز على شخص واحد بعينه، فهو أمر على خطر من الانزلاق لما لا يحمد عقباه.

وأكيد أنك لا تريد أن يصل الأمر لشيء محرم، فانتبه فالنفس خداعة أحيانا، وقد تتواصل مع هذا الشاب وتتقرب منه بشدة، تحت عنوان "الأخوة في الله"... وقد يكون هذا بابًا للافتتان، فانتبه.

والحل الأنسب وإن كان لن يعجبك الآن هو أن تبقي مسافة واضحة مع هذا الشاب، فالبداية لا تبشر بخير، وحاول أن تلبي حاجتك العاطفية من علاقتك الطبيعية بأصدقائك الآخرين وبأسرتك، وخاصة الوالدين، وما هو إلا بعض الوقت حتى تجد نفسك أكثر اطمئنانًا وغير محتاج لمثل هذه العلاقة، وعندها يمكنك أن تشبع نفسك عاطفيًا من خلال العلاقات الطبيعية.

فالموضوع الأساسي ليس كما توقعت أنت، في أنه كيف ستكون ردة فعل هذا الصديق، وكيف سيؤثر هذا الموضوع عليك، فالموضوع الأساسي هو ألا تدخل في هذه العلاقة، ولا تنفرد مع هذا الشاب، خشية ما يمكن أن يحدث من المزيد من التعلق.

وكونك ستنتقل لمدرسة أخرى فهي فرصة مناسبة لك لتستغلها بالابتعاد عن هذا الشاب، وليس الاقتراب منه.

حماك الله من كل سوء، وكتب لك السعادة، في الدارين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً