الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من هجر أبي ومن تجاهل طلباتي من قِبل أمي.. أشيروا عليً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في فترة المراهقة، أبي هجرني أنا وأمي منذ سنين طويلة، وأمي كانت تعمل بالمشاريع التجارية إلى أن تزوجت، فقد تركت مشاريعها وبالكاد لديها مخزون كاف من المال أعلمه أنا, وعندما أطلب منها احتياجاتي تقول ليس لدي مال، أو اذهب بعيداً, وأنا الآن محتاج للسيارة أشد الاحتياج، ودائماً تقوم بتجاهل طلباتي, كل الذين هم في فصلي الدراسي لديهم سيارات إلا أنا، وهذا ما يسبب لي الإحراج بين أقراني، ماذا أفعل في هذه الحالة؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل، ونحيي هذه الوالدة العصامية التي قامت بحسن التربية، وأدت واجبها، نسأل الله أن يعينك على برها، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد لك أن قيمة الإنسان ليست بسيَّارته، فليس هناك داع لأن تشعر بالحرج، ونسأل الله أن يُبارك للوالدة فيما تبقى لها من أموال، وأن يعينك على برها، وأرجو أن تجتهد لتعوضها بالنجاح في دراستك والاهتمام بمستقبلك، وهذا هو المهم في هذه المسألة.

ونحب أن نؤكد لك أن انشغال الشباب بالسيارات قد يكون فيه ضرر عليهم، وقد يكون فيه خطر على حياتهم، فالعبرة أن يكون الإنسان منتظمًا في صلواته، مجتهدًا في دراسته، والسيارة والعمارة والوظائف والأموال، كل هذه الأشياء يستطيع الإنسان أن يُدركها، لكن العلم والأدب، والأخلاق الجميلة، هذه هي التي ينبغي أن نحرص عليها، لأن هذه هي البضاعة، وهذه هي التجارة التي ينبغي أن تحرص عليها خاصة حتى تسر الوالدة، وحتى تعوضها عن ذلك التعب، وعن ذلك المجهود الذي بذلته.

وينبغي أن تعلم أن الأموال التي تحتفظ بها الوالدة هي في النهاية لك، لكن لا بد من حسن استخدامها، ولا أظن أن السيارة أولوية وأمامك مستقبل دراسي قد تحتاج فيه إلى ما هو أهم من هذه المسائل، نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد.

وأرجو أن تكون قدوة للشباب بأدبك وأخلاقك، وصلاتك، وحفظك لكتاب الله، حتى يتأسى بك الشباب، وهذا هو الذي ينبغي أن نسعى للتميز فيه، فإن الله لا ينظر إلى صورنا، ولا إلى أجسادنا ولا إلى سيَّاراتنا، ولا إلى أموالنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، فاحرص على أن يكون قلبك عامرًا بالتوحيد، واحرص على أن يكون عملك موافقًا لهدي رسولنا عليه صلاة الله وسلامه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً