الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالوحدة وعدم الرغبة في الحياة ومعاناة مع النسيان

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 23 سنة، مشكلتي النسيان وعدم القدرة على التركيز، أميل للعزلة، وأشعر دائماً بثقل في الرأس يجعلني لا أستطيع التفكير أو تحليل أي أمر، وكسل وعدم الرغبة في فعل أي شيء، وصعوبة في اتخاذ القرارات، حيث أتردد في أي موضوع.

حياتي الاجتماعية معدومة، فأنا لا أخرج من المنزل إلا للدوام، ولا يوجد لدي أصدقاء، وحتى علاقتي بوالدي سطحية جداً، ولا أستطيع الحديث معهم بأموري الشخصية، خصوصاً والدي، حتى إن احتجت مصروفاً أو أي شيء، لا أستطيع أن أطلبه، عندي أخت أصغر مني بسنة، هي أقرب شخص لي تقريباً،
أقضي ثلاثة أرباع يومي في مشاهدة البرامج والمسلسلات الأجنبية.

عدم القدرة على التعبير، خصوصاً عن الأشياء التي تزعجني، وإن غضبت أبدأ في البكاء، مع نفسي طبعاً،
والبكاء لأتفه الأسباب.

كنت أتمنى أن أصبح أستاذة جامعية قبل أن أتخرج، لكنني تعرضت لعدة مواقف جعلتني أتنازل عن هذا الأمر، فعندما قدمت بعض العروض كنت أحصل على انتقادات شديدة من الأساتذة، إضافة إلى أنني لا أستوعب المحاضرات إلا نادراً، كنت أراجعها مع نفسي في المنزل حتى أفهمها.
لم أعد أعرف ماذا أريد في حياتي، وما الذي أحبه أو لا أحبه؟

أعيش بلا هدف واضح، ولا أملك أي موهبة أو هواية، غالباً أفكر في الموت، وأتمنى أن أختفي، أن أذهب لمكان أو أن أسافر وحدي إلى مكان لا يعرفني فيه أحد، أشعر أنني أعيش بلا فائدة.

هرمونات الغدة سليمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zahra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا والتواصل معنا.
يبدو أن الموضوع أعقد من مجرد أن نقول لك كلاماً يريحك ويطمئن قلبك، فحياتك وسعادتك ونجاتك تهمنا، والأمر ليس مجرد بضعة كلمات، وإنما يتطلب تشخيصاً دقيقاً، وبالتالي اتخاذ الخطوات المناسبة للحل والتغيير.

الملاحظة الثانية: أنه يفيدك كثيراً التفريق بين الجوانب المختلفة لحياتك، والتي جمعتها كلها في سؤالك، بالرغم من صلتها ببعضها. ولا شك أنها ظروف ومواقف حرجة مررت بها، والتي ربما تعيشين بعض آثارها حتى الآن.

الملاحظة الثالثة: أن الإنسان عندما يكون بمشاعر سلبية عن نفسه، فإنه لا يعود يرى أية إيجابيات موجودة عنده، وهذا واضح من خلال ما ورد في سؤالك، ومثلاً عندما تتحدثين من أنه لا توجد عندك أية هواية أو اهتمامات، فما السبيل الآن؟ ربما يفيدك أولاً: التفريق بين كل هذه المشكلات أو الصعوبات، وعدم وضعها كلها في بوتقة واحدة، فهناك جانب العزلة والارتباك من لقاء الآخرين، وعدم الخروج من البيت، وقضاء الوقت الطويل في مشاهدة المسلسلات وغيرها.

بالنسبة لتجنب اللقاء بالناس، فإن هذا لا يعالج إلا بمعايشة الناس والاختلاط بهم؛ لأن التجنب والعزلة لا تحلّ شيئاً، بل على العكس تزيد الأمر تعقيداً، وعادة يمكن للإنسان الذي يعتزل الناس أن يشعر بالضيق، وربما الاكتئاب إذا حُرم من مثل هذا التواصل مع الآخرين؛ ولذلك ستشعرين بتحسن كبير في نفسيتك وحياتك إذا استطعت الخروج من عزلتك، والتواصل مع الآخرين.

وبالنسبة لموضوع علاقتك بأختك الصغرى، فإن مما يسرّ أن صلتك بها جيدة، ويمكنك الحديث معها.

أرجو أن لا تسمحي لانتقاد الآخرين يصرفك عن تحقيق هدفك في أن تكوني محاضرة جامعية، ففي كثير من الأحيان لا تكون موضوعية، وتخالطها الكثير من النصائح غير المخلصة -مع الأسف- والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اعملوا فكل ميسّر لما خلق له"، فهيا شدي الهمة، واستمري في السعي وراء تحقيق أهدافك، وما هو إلا وقت قصير وستشعرين بالكثير من الراحة والاطمئنان، وخاصة وأنت تعملين لتحقيق هدف سامٍ ونبيل.

أدعوه تعالى أن يحفظك وييسر أمورك، وأن يرشدك لصواب الرأي والقول والعمل، و-إن شاء الله- نسمع أخبارك الطيبة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً