الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أوقفت أدوية الاكتئاب وأعاني من الانتكاسة والتعب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من اكتئاب وقلق شديدين، وبعد مراجعتي للدكتور النفسي وصف لي عقار (سيروكسات)، وبدأت أتناوله العام الماضي، لمدة سنه وثلاثة أشهر تقريبًا، وبدأت أتعافى -ولله الحمد-، وأصبحت إيجابية ومتفائلة، وتغلبت على كل مخاوفي.

آخر مراجعة لي عند الدكتور المعالج كانت في شهر ذي الحجة، وأخبرته بأنني لا أستطيع الحضور مرة أخرى؛ بسبب بُعد سكني عن العيادة، ونصحني بأن أبدأ تدريجيًا بوقف عقار (السيروكسات) قبل زواجي، بدأت بالتدرج في تركه منذ شهر سبعة، في بداية الأمر لم أشعر بأي أعراض سوى التعب الخفيف والضيقة، والآن منذ أسبوع من انتهاء الكورس العلاجي، لا أعلم ماذا يحصل لي، هل هي انتكاسة؟ أم هي أعراض انسحابية؟ فأنا متعبة جدًا، استـثار بسرعة، وأصرخ على والدتي وإخوتي، وأبكي، وأضرب إخوتي الصغار، مع العلم بأنني حنونة وهادئة، أشعر بضيقة واكتئاب، وأستمع لصوت مزعج برأسي كأنه دقات ساعة، ولا أستطيع وصف كمية القلق النفسي الذي أعانيه، فأشعر ببرد شديد وتعرق، غثيان وإسهال في فترات مختلفة، رجفة خفيفة، كهرباء في جسمي، وأشعر كالمسمار في منتصف رأسي يضايقني.

لقد قلّت شهيتي جدًا، وازدادت الأحلام والكوابيس، فأصبحت أنام وأصحو وكأن أحدًا يضربني على جسمي، أصبحت متشائمة، وفقدت نظرة التفاؤل التي كنت أمتلكها، لم يعد هناك ما يسعدني، وأصبحت لدي حساسية من الضوء.

كنت أجهز لزواجي، ولكن الآن نفسيتي متعبة جدًا، وانقلبت وأصبحت أضيق مما كانت عليه، لا أملك مزاجًا لعمل أي شيء، أفكر في إلغاء الزواج، حتى لا أظلم خطيبي معي، انعدمت بشرتي من البثور، فهل هذا بسبب نفسيتي المتعبة وقلقي؟

إن إرادتي قوية -والحمدلله-، وأنا من النوع الصبور، ولكنني حينما أقوم بفتح الدرج الذي يخبئ (السيروكسات) أعقد النية على إرجاعه لأنني بدأت أشعر بالتعب، ولكنني سرعان ما أرميه، وأبدأ بالبكاء بشدة، حتى إن جسمي وعضلاتي كلها تؤلمني.

ماذا يجب أن أفعل؟ هل هذه فترة مؤقتة وستزول؟ ما هذا الذي يحدث لي؟ فقد تعالجت بالسابق، ولا أريد أن أعود للسنين الماضية التي عانيت بها، بعد أشهر بسيطة سيكون زواجي، وأريد أن أكون إنسانة طبيعية بدون أدوية، أعينوني فأنا لا أستطيع مراجعة العيادة، ماذا أفعل؟

مع العلم أنني أعاني من خمول الغدة الدرقية وقمت بمعالجتها، وأعاني من نقص فيتامين (د) فهل هناك أي فيتامينات لتقويتي كي أتغلب على هذا التعب؟ أريد أن أعلم هل هذه أعراض انسحابية من السيروكسات؟ وهل من يترك هذا العقار ينتكس بهذه الطريقة؟ وهل هناك تمارين أو أطعمة تساعدني؟

أعتذر عن لخبطة حروفي وكلماتي، ولكن ذلك كله بسبب التعب الذي أمر فيه، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى أن يوفقك، وأن يتم الزواج على خير وبركة، ولا تؤجليه أبدًا أيتها الفاضلة الكريمة، مشكلتك الحالية حتى وإن كانت مزعجة لك إلا أنها بسيطة، فأنت تعانين أصلاً من القلق، ونسبة لاستعدادك للقلق، ظهرت بعض الأعراض الانسحابية من (الزيروكسات) وهذا جعلك تعيشين في حالة الضجر، والقلق، والكدر التي وصفتها.

الأمور -إن شاء الله تعالى- تسير على خير، كوني إنسانة متفائلة، وأكثر ثقة في نفسك، وفي ذات الوقت أريد أن أنصحك بتناول عقار (بروزاك/فلوكستين) لمدة قصيرة، (الفلوكستين) يتميز أنه ليس له آثار انسحابية أبدًا، لأنه يمتلك إفرازات ثانوية، بعد أن يتوقف الإنسان من الدواء، تظل هذه الإفرازات الثانوية متواجدة في الدم لمدة عشرة أيام إلى أسبوعين، وهذا يغني الإنسان تمامًا من تناول أي دواء، ولن تحدث أي آثار انسحابية.

فإذًا تناولي (البروزاك) وهو (الفلوكستين) - هكذا يُسمى علميًا - تناوليه يوميًا بجرعة عشرين مليجرامًا لمدة شهر، ثم بعد ذلك توقفي عن تناوله - وإن شاء الله تعالى - لن تعود لك الأعراض، وساعدي نفسك من خلال التفكير التفاؤلي كما ذكرنا، واستمري في تجهيزك للزواج، وأحسني إدارة وقتك، وكوني دائمًا نافعة لنفسك ولغيرك، هذا يعطيك - إن شاء الله تعالى - شعورًا إيجابيًا جدًّا.

الأعراض الجسدية هي في الحقيقة نفسوجسدية، يعني أن حالة القلق التي تعانين منها هي التي سببتها، وعمومًا مثل هذه الأعراض تستفيد كثيرًا من التمارين الرياضية الخفيفة، وكذلك تمارين الاسترخاء حسب ما ورد في استشارة إسلام ويب تحت رقم (2136015)، ارجعي لهذه الاستشارة وطبقي ما ورد بها من إرشاد.

بالنسبة لموضوع الغدة الدرقية: أي تذبذب في هرمونات الغدة الدرقية، قد تكون له تبعات سلبية على الصحة النفسية للإنسان، وأنت ذكرت أنك عانيت خمول الغدة الدرقية، الشيء الذي يُعرف أن علاج الخمول يجب أن يستمر لمدة طويلة، وفي بعض الأحيان مدى الحياة، فأرجو أن تتأكدي من هذه النقطة، وذلك بفحص هرمونات الغدة الدرقية، والتأكد من مستواها الحالي، وإذا كانت لازالت ناقصة أو خاملة، هنا لابد أن تتناولي العلاج التعويضي تحت إشراف طبيب الغدد.

نقص فيتامين (د) أيضًا يجب أن يُصحح، هذا مهم وضروري جدًّا. نقص فيتامين (د)، كثيرًا ما يكون مرتبطًا بالآلام الجسدية، والشعور بسرعة الإجهاد النفسي والجسدي، فإذن تصحيحه مطلوب، فاحرصي على ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة خديجة

    اسال الله لك الشفاء ياكريم اختك في الله

  • رومانيا احمد

    الله يشفيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً