الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علاج أتخلص به من الكسل والخمول؟

السؤال

السلام عليكم

دكتور عبد العليم: أنا صاحب استشارة سابقة، آخذ عقار زولفت 50 تقريبا، منذ 7 أشهر أو أكثر، آخذ حبة يوميا، فما الخطة للتوقف عن العلاج؟

الأمر الآخر: أشعر أحيانا ببعض الانتكاسات، رغم أني -والحمد لله- تخلصت من الجل الأكبر من المشكلة، بالإضافة أن في مدة العلاج زاد وزني تقريبا 25 كيلو.

ولكن الآن أشعر بخمول وتهرب وإدمان على الفيس بوك، وحتى جامعتي لا أحرص عليها، وأيضا لما أتكلم أمام مجموعة في حفل أو مسرح أشعر برهبة، وأتهرب من الحديث أمام مجموعة، وأحس برجفة.

علما -يا دكتور- وبناء على استشارتك، كنت آخذ علاج أندرال، ودياكسيد لمدة 3 أشهر.

وأخيرا دكتور: هل لما أقطع الزولفت، هل من علاج بدرجة الزولفت؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمهما كانت الأدوية مفيدة لا يمكن أن تكون هي الحل الوحيد الذي يزيل الأعراض النفسية، أنت الآن تشتكي من أعراض الخمول، وتقضي وقتًا طويلاً في الفيس بوك، وتواجهك صعوبة في مقابلة المجموعات، وتلجأ إلى التهرب، هذه كلها أمور بيدك تمامًا وتحت إرادتك تمامًا، فبشيء من العزيمة -أخي الكريم- يمكن أن تكون نشطًا، وأن يكون لك الإصرار ولديك الجلد، أنت شاب، حباك الله بقوة جسدية وقوة نفسية، هي الآن في أوجِّهها، فلماذا لا تستفيد منها؟

الركون إلى الكسل والركون إلى الخمول أمر بغيض؛ ولذا من الدعاء المأثور: (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل) تعوَّذ منهما أيها الفاضل الكريم، وادفع نفسك دفعًا إيجابيًا من خلال الإصرار على أن تقوم بواجباتك العملية والوظائفية والاجتماعية، وأن توزع وقتك بصورة صحيحة، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون صاحب همة.

ويا أخي الكريم: كيف لا تكون حريصًا على جامعتك؟

العلم نور، على العكس تمامًا يجب أن تكون حريصًا، وأن تكون مثابرًا، وألا تقبل بالدونية، إنما يكون التميز هو شعارك.

كل الأعراض التي تحدثت عنها هي تحت إرادتك تمامًا -كما ذكرت لك-، فغيِّر بنفسك؛ لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، أمامك فرصة طيبة جدًّا لأن تنظم وقتك، لأن ترتبه، لأن تعيش حياة ممتازة، تتواصل فيها مع الجميع، حرصك على صلاة الجماعة، حرصك على ممارسة الرياضة الجماعية، الحرص على صلة الرحم، هذا كله يعطيك دافعًا إيجابيًا، ويجعلك تخترق هذه المخاوف وهذا التكاسل.

فيا -أخي الكريم-: اخلع هذا الثوب والبس ثوبًا جديدًا، ثوب النشاط، ثوب الحيوية، ثوب التفاؤل، ثوب المسلم الشاب الذي يُفيد نفسه وغيره، هذا هو الذي أرجوه لك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الزولفت -أخي الكريم- لا بأس به، سوف يساعدك، -وكما ذكرت لك- سلفًا لا أريدك أن تجعل الأدوية هي جوهر الرزمة العلاجية أو الوصفة العلاجية لك, استمر على الزولفت لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا -أي نصف حبة- تناولها يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

لست في حاجة للإندرال أو الدياكسيد، ولا أريدك أن تعتمد كثيرًا على الأدوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا الله يكتر من امثالك لانو دا رد استفدنا منو كلنا

    شكرا لك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً