الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أحقق حلمي وأدخل كلية الطب أم أقدم ما يحتمه الواقع والظروف المعيشية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود استشارتكم عن التخصصات الجامعية، أريد تخصصا يجعلني أتوظف بوظيفة ذات راتب عال، وتكون فترة الدراسة فيها قليلة.

أنا مجتهدة في المدرسة -ولله الحمد- ومنذ أن كنت صغيرة أحلم بدراسة الطب، والآن في تشجيع لي، المشكلة أنني سأقضي عمري أدرس، ويتطلب الأمر أحدا يصرف علي؛ لأن كل من درسوا الطب قالوا بأنهم أنفقوا الكثير في الدراسة، نحن دخلنا جدا قليل، يكاد يكفي الأكل فقط، وأنا أكبر أخواتي، وإخواني مازالوا صغارا، فقررت أن أتخلى عن حلمي، ومن أجلهم، حتى أني رفضت فكرة الزواج تماما لكي أصرف عليهم، وأريد إخراجهم لمنزل لنا ونملكه، وبالنسبة لأبي لا يهتم لذلك أبدا؛ لأنه هجر أمي منذ سنوات.

ما رأيكم: هل أتخلى عن حلمي الذي باستطاعتي تحقيقه -باذن الله- وأدرس أي تخصص لكي أتوظف بسرعة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

الأرزاق بيد الله -كما يقال- وما علينا إلا اتخاذ الأسباب. ربما ما يسعدنا في الحياة ويساعدنا على الوصول لما يرضينا هو السعي وراء أحلامنا وطموحاتنا، فالأولى ربما، والله أعلم، أن تسعي وراء حلمك الذي أردته ومنذ طفولتك، ولماذا لا طالما أنك تستطيعين؟!

طبعا لا أقول هذا لأن حلمك هو في دراسة الطب، فلو كان غير الطب لقلت لك نفس الشيء، فالمهم أن يكون الإنسان متحمسا لدراسة أو عمل أمر ما، فهذه الحافزية من عوامل النجاح الهامة.

طبعا لا توجد دراسة جامعية لا تحتاج لجهد ودراسة، أو لا تحتاج لنفقات، فإذا استطعت دخول كلية الطب فلماذا لا، وإن كانت غير الطب مما تحبين، وإن لم يكن الخيار الأول، فهذا أيضا ممكن.

بالنسبة للكثير من الناس، ربما عندهم رغبة ومنذ الصغر في أن يكون الواحد منهم مهندسا أو معلما أو طبيبا... وفي كثير من الأحيان يوفق الشخص في تحقيق مراده، ولكن في حالات أخرى قد يعيق طريقه أمر ما، كعدم توفر فرع الجامعة المطلوب أو عدم تحصيل الطالب على الدرجات المطلوبة لدخول الفرع المرغوب أو صعوبة تأمين نفقات الدراسة.

ومن الأمور العملية التي تفيد القيام ببعض الأمور:

• تعرفي على الجامعة القريبة منك، وعلى الفروع المتوفرة فيها.
• تقيم بعض الجامعات "اليوم المفتوح" حيث تفتح الجامعات أبوابها للزوار من طلاب الثانوية للتعريف بالجامعة والفروع المتوفرة، فاحرصي على هذه الاجتماعات.
• يمكنك مقابلة أساتذة بعض الفروع الجامعية لتأخذي منهم فكرة جيدة عن فروعهم.
• يمكنك أيضا الحديث مع بعض طلاب الجامعة سواء من الأصدقاء أو الغرباء.
• لقد أصبحت هناك معلومات كثيرة عن الجامعات وفروعها على المواقع الكثير للنت، فادخلي واقرئي واستفيدي.

طبعا في نهاية المطاف، هناك قرار عليك أن تتخذيه، ولا يستطيع أحد اتخاذه نيابة عنك، في تحديد الفرع الذي تريدين.

وفقك الله، وهداك لما فيه الخير والفلاح، واعملوا فكل ميسّر لما خلق له.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً