الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للصوم تأثير إيجابي على الشرايين؟

السؤال

السلام عليكم.

إذا كان أحد الأشخاص يتبع حمية شديدة، أو أنه يصوم -كما يفعل في شهر رمضان- من أي مخزون دهنيٍّ الجسمُ يستكمل احتياجه اليومي من السعرات الحرارية؟

وهل الصوم له تأثير إيجابي على الشرايين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن المعروف أن الطاقة تخزن في جسم الإنسان في عدة مصادر أولها هو نسبة سكر الجلوكوز الموجود في الدورة الدموية بعد الوجبات، مثلا: وجبة السحور إذا وصلت نسبة السكر إلى مستوى السكر الصائم يتم الاعتماد على مخزون السكر من مادة الجليكوجين الموجودة داخل الخلايا، وهي عبارة عن ما يشبه المسبحة، أو وحدات سكر جلوكوز ملتصقة بروابط كيميائية يأخذ الجسم منها ما يحتاجه من السكر، وعند نفاذ ذلك المخزون يعتمد الجسم على المخزون من الدهون في الجسم لإعادة تحويلها إلى وحدات جلوكوز لكي تستخدم كوقود داخل الخلايا مع الأكسجين لإنتاج وحدات الطاقة، والمعروف أن المخزون الدهني عند الرجال يتركز في البطن ( الكرش )، ثم باقي مناطق الجسم في الأفخاذ والأرداف.

والمصدر الأخير للطاقة بعد نفاذ المخزون الدهني هو العضلات، وهذا ما يصل إليه أهل المجاعات؛ حيث يتم استخدام المخزون العضلي للاستمرار في الحياة، وهذا سر مناظر الأطفال في أهل المجاعات، وعند تعويض أي مرحلة من مراحل الحصول على الطاقة يتوقف الذهاب إلى المرحلة التالية؛ ولذلك يعتبر الصوم أحد العوامل في السيطرة على الوزن.

والصوم له فوائد عظيمة للإنسان حتى أن مراكز طبية في لندن تتبع طريقة الصوم كنوع من أنواع الحمية الغذائية لعلاج السمنة، وبالطبع فإن خفض نسبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية في الدم بسبب أن الصيام ينعكس إيجابياً على صحة وسلامة الشرايين، ويمنع ترسب تلك المواد فيها، ويقي من مرض تصلب الشرايين، مع الحرص على شرب المزيد من الماء لإرواء جميع خلايا الجسم، وعدم تناول كميات زائدة من الدهون ليلاً حتى لا يضيع أثر الصوم نهاراً.

والمهم ألا تجعل نية الصوم هي فقدان الوزن حتى لا يضيع عليك أجر الصوم، بل اجعل نية الصوم والهدف منه قربة لله، ووقاية ووجاء من الانحراف، وتهذيباً للنفس وحملها على الشعور بالفقراء، والتصدق عليهم، وسوف تأتي الفائدة من الصوم لإنقاص الوزن بعد ذلك حتى لا تحرم أجر الصائم.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا عبدالسلام بن علي

    بارك اللة فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً