الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أرغب بفعل شيء في الحياة وأحتاج المساعدة

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله كل خير، مشكلتي هي: منذ فترة وأنا لم أعد أرغب بفعل شيء، وكل الأشياء التي أحببت فعلها سابقًا، لم أعد أهتم بها الآن، كل ما أفعله هو النوم فقط، حتى إنني أحياناً أنام يومًا كاملاً، ولا أرغب بالاستيقاظ أبداً، دراستي غير جيدة، بعد أربع سنوات من دراسة الهندسة أفشل! وأتوقف عن الدراسة وأتركها.

أفكر كثيراً بالموت، ولن أقوم بالانتحار أبدا؛ وذلك فقط لأنه محرم بالإسلام، فلو لم يكن كذلك، لكان هو خياري الوحيد، أرجو المساعدة، فلم أعد أدري ماذا أفعل؟ ولا أدري ما الذي يجب فعله؟ أصبحت عبئًا على الآخرين.

للعلم فأنا أتناول دواء (haloperidol 2 mg)، لأعراض العرة التي لدي، وأتناول أيضًا (benzhexol 2 mg)، من أجل الآثار الجانبية للعلاج الأول.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لبنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أقول لك: هوني عليك، فالحياة أجمل مما تتصورين، ابنِي يقينًا جديدًا، وفكرًا جديدًا، وانطلقي على أسسٍ جديدة، تقوم على دفع النفس وعدم مطاوعتها، أو الانقياد بالفكر السلبي أو المشاعر السلبية، الإنسان يجب أن ينقاد بأفعاله، وليس بأفكاره ومشاعره حين تكون سلبية.

فإذن ضعي برامج يومية والتزمي بها التزامًا قاطعًا، المبادئ الرئيسية لهذه البرامج هي: حسن إدارة الوقت، من خلال تطبيقات عملية مختلفة، النوم له وقت، الصلاة لها وقت، الواجبات المنزلية لها وقت، الواجبات الدراسية لها وقت، ويجب أن تعيدي النظر في موضوع التوقف عن الدراسة، كذلك الترفيه عن النفس والذات له وقت.

إذًا أنت محتاجة لأن تضعي ضوابط صارمة، تقودين بها نفسك نحو دائرة الفاعلية، لتتخلصي من الفكر والمشاعر السلبية، هذا هو الحل.

التفكير في الانتحار أصلاً هو تفكير سخيف من وجهة نظري، يجب ألا يكون له وجود بين شبابنا، واستعيني بالله في كل أمرك، وادفعي نفسك، واعلمي أن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأنت - إن شاء الله تعالى - لك القدرة التامة أن تغيّري ما بنفسك.

بجانب عقار (haloperidol)، الذي تتناولينه الآن وعقار(benzhexol)، فلا مانع أن تتناولي أحد محسنات المزاج مثل: (فلوكستين)، والذي يعرف باسم (بروزاك)، وربما يكون له مسميات تجارية أخرى في سوريا.

لو كان بالإمكان أن تشاوري الطبيب فهذا لا بأس به، وإن لم يكن ذلك ممكنًا، فتناولي (الفلوكستين)، بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، تناوليه بعد الأكل لمدة ستة أشهر، بعد انقضاء هذه المدة، اجعلي الجرعة كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

يتميز (الفلوكستين)، بأنه دواء سليم جدًّا وفاعل وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.

أسأل الله أن ينفعك به، وأرجو أن تلتزمي بالتغيير المعرفي، والنفسي، والسلوكي الذي ذكرته لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية الحزين

    أقسم بالله يأسان أكتر منك بس شو بدنا نسوي هيك هيه الدنيا ...أنا كرهت كل شي ..مو عارف أحنا فعلا عايشين ولا هاد حلم ...
    ماعاد فينا نحب أو نصادق ..كل شي بهالدنيا مو مستحق أنو نعيش ...
    جاتني صدمه عاطفيه ..
    وصرت أفقد ذاكرتي تاني يوم ..أحمدي ربك أنت أحسن من غير ك

  • الأردن Jane

    أعتقد أن هذه المشكلة قد يكون سببها نقصان مواد في الجسم ... أعرف شخصا عالجها وتحسن حاله أكثر من قبل ... فأنصح بعمل الفحوصات اللازمة واستشارة طبية ... لا تلقي باللوم كاملا على نفسك فقد تكون مشكلة طبية بكل بساطة ...
    وأتمنى لك الشفاء العاجل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً