الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا تخاصمت مع شخص أحقد عليه وأرغب بالانتقام، كيف أخفف من توتري؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية وقبل الاستشارة أود أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع الشامخ الصلب في محتواه.

أنا شاب صغير أبلغ 24 سنة، عندي مشكلة وهي: حقدي على من تشاكلت معه، أشعر بحقد ورغبة في الانتقام من كل شخص تشاكلت معه، مثلا:
حصلت مضاربة بيني وبين أشخاص في حينا الذي نسكن فيه، ضربني عدة أشخاص، وهذا الخلاف قبل 5 سنوات عندما كنت في 18 من عمري، وأشعر بالحقد عليهم، وأرغب أن أنتقم وآخذ حقي بنفسي.

المثال الثاني: حصل معي مشادة كلامية، وتشابك بالأيدي فقط، مع أحد الأجانب في بلدي، ولا أخفيكم أني أود أن أضربه، وللعلم هذه الخلافات أفكر فيها طويلاً، وتشغلني في الامتحانات، فأنا أفكر فيها حتى في دراستي، وتشغلني، وتشعرني بالضعف.

وعندي استشارة أخرى لو سمحتم لي: كنت طالبا مجتهدا في الثانوية العامة رغم الخلافات التي تحصل معي في الشارع، فقد تخرجت منها بنسبة %93 -والحمد لله-، وأنا الآن طالب في قسم الرياضيات، ولكن لي في الجامعة 5 سنوات، وتبقى لي سنتان للتخرج، ومعدلي سي 2.80، وأغيب عن المحاضرات، ولا أعرف المادة إلا وقت الاختبار.

علمًا بأني كنت أذاكر يوميًا في المرحلة الثانوية، هل من نصيحة لي في قسمي هذا قسم الرياضيات؟ وأشعر بالضعف عندما أذاكر يوميًا أشعر أنني طفل يراجع دروسه.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نريدك أن تنظر لنفسك وما تتمتع به من قدرات شخصية الآن، وليس كما كنت عليه في السابق، فمشاجراتك التي حدثت في الماضي لا تعني أنك ضعيف وما زلت، وإنما حدث ذلك في ظروف معينة مختلفة تماماً عن الظروف الحالية.

وبالتأكيد الآن تستطيع أن تدافع عن نفسك، وتأخذ حقك بنفسك إذا تكررت تلك المواقف، وما دمت أنك تقدر على ذلك فنقول لك: إن القوة الحقيقية ليست في الانتقام، وإنما في العفو والصفح، قال تعالى: (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين)، وقال تعالى: (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).

نريدك أخي الكريم: أن تحلل المواقف الماضية التي حدثت بينك وبين أولئك الذين تشاجرت معهم، فربما يكون السبب حقيراً، ولا يستحق كل ذلك، وإنما الشيطان يريد أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا تتبع خطواته فربما يجر ذلك إلى ما لا تحمد عقباه، ويصبح الإنسان نادماً في الدنيا والآخرة.

فانشغالك -أخي الكريم- بالماضي، وما حدث فيه لا شك أنه يعرقل مسيرتك الحياتية، ويؤثر في خطتك المستقبلية؛ لذلك الأجدى والأنفع هو أن تنظر إلى الحاضر، وتتطلع إلى المستقبل، وأنت متحرر من تأثيرات الماضي، وما فيه من حقد وغضب.

أما موضوع الدراسة: فهي تتطلب عدم انشغال البال بغيرها، والمثابرة والاجتهاد والحرص، والاستفادة من الوقت، وكما تعلم أن أفضل طريقة لمذاكرة الرياضيات هي حل التمارين والتدريب المستمر على ذلك، ومذاكرتك لدروسك كل يوم ليس معناها أنك طفل، وإنما هذه شيمة العلماء؛ لأن آفة العلم النسيان، وعلاج النسيان التكرار.

نسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً