الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأحلام والكوابيس ... وسبل تجنبها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عمري 19 عاماً، دائماً أقرأ المعوذات وآية الكرسي قبل النوم، رأيت في المنام أنني لا أستطيع الحركة من مكاني، وهناك رعشة في يدي، وأحاول أن أتحرك، لكنني يئست وقلت بأنني سوف أموت، فكنت أحاول قراءة القرآن في الحلم، لكنني لا أستطيع أن أحرك فمي، أقرأ القرآن وأتشهد في الحلم، وكنت أسمع ضربات قلبي، وأحلم بأن التلفاز مفتوح، ويوجد به كلام لم أفهم شيئاً منه، ولكنه كان حقيقة، وبعد ذلك استيقظت ولم أستطع النوم، فقد كنت خائفة من رؤية الحلم مرة أخرى.

بحثت عنه في النت فوجدت أنه شلل النوم، فهناك أعراض مشابهة لكن ليس جميعها مثل: الرعشة، وضربات القلب، وعندما أخبرت أمي قالت: بأنها حلمت مثل هذا الحلم تقريباً، وأيضا أخي الصغير حلم به وعمره 10 سنوات، ولكنني سمعت أنها تحدث نادرا، ولشخص واحد من بين 10 أشخاص، لكن لماذا حدث لنا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نانا 21 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يعرف أن الهرع الليلي المرتبط بالأحلام يحدث فيه إفراز كبير لمادة تعرف باسم الأدرينالين adrenaline، وهي مادة منعشة للقلب جدًّا، وتزيد من ضرباته، لذا قد يحسُّ الإنسان بتسارع في ضربات القلب وخفقان وشيء من الرعشة.

إذًا العملية عملية فسيولوجية، وهي بالفعل تجعل الإنسان خائفًا جدًّا، أنا أؤكد لك أنها ليست خطيرة.

ما ذُكر حول أن نفس الحلم قد حدث لوالدتك والأخ الأصغر: هذا ليس لي أي تفسير له حقيقة، لكن ربما يكون نوعاً من توارد الخواطر، وهناك توارد الأحلام، ويجب ألا يأخذ أي أهمية، لأن الخوض في مثل هذه الأمور ومحاولة إيجاد تفسيرات غريبة وغيبية لها يؤدي إلى الكثير من الإشكالات النفسية.

اهتمي بموضوعك –أي موضوع الشلل النومي– وأقول لك: إنه سوف ينتهي تلقائيًا، وحتى تُساعدي نفسك نامي ليلاً مبكرًا، ولا تنامي في أثناء النهار، وكوني مسترخية جدًّا قبل النوم بساعة على الأقل، والحرص على أذكار النوم مهم، وتجنبي شُرب الشاي والقهوة والبيبسي والكولا، والشكولاتة، فكل محتويات الكافيين تعتبر أيضًا أمرًا مهمًّا جدًّا.

أيتها الفاضلة الكريمة: اصرفي انتباهك وتفكيرك تمامًا عن موضوع الأحلام وتفسيرها، فهذا كله يؤدي إلى الكثير من القلق والتوتر وزيادة هذه الظواهر.

انتبهي لدراستك، ونظمي وقتك، والحياة فيها أشياء مهمة كثيرة وجميلة، فحاولي أن يكون لك نصيبًا منها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
_______________________________________________________

انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
وتليها إجابة الشيخ/ موافي عزب -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
_______________________________________________________

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يردَّ عنك كيد الكائدين واعتداء الظالمين من الجن أو الإنس أجمعين.

وبخصوص ما ورد في رسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- فإني أرى أن علاجك من الناحية الشرعية سهل وميسور، ولقد مَنَّ الله تبارك وتعالى علينا بنبيٍّ ما فارق الدنيا إلا بعد أن بيَّن لنا كل شيء نحن في حاجة إليها، وأذكار النوم التي تمارسينها من أفضل العلاجات لمثل هذه الأشياء التي تحدث ليلاً، إلا أنك تحتاجين إلى إضافة بعض الأشياء إليها، وذلك كالنوم على طهارة، وأن تقرئي الأذكار والمعوذات وتمسحي بها جسدك، وأن تظلي أيضًا على ذكر الله تبارك وتعالى حتى تغيبي عن الوعي، فإنك بذلك تحصِّنين نفسك من الشياطين ليلاً، لأن الشيطان جبان وخوَّاف، بمعنى أنه إذا لم يستطع أن يواجه الإنسان في النهار؛ فإنه ينفرد به ليلاً وهو نائم، وهذا نوع من الحرب القذرة التي يشُنُّها الشيطان على أولياء الله تعالى.

الإنسان عندما يكون في النهار مستيقظًا ويكون محافظًا على الأذكار وبعيدًا عن الحرام؛ فإن الشيطان لا يستطيع أن يصل إليه ولا أن ينال منه شيئًا، ولكنه يستطيع أن ينال منه وهو نائم، باعتبار أنه قد فقد القدرة على المواجهة، إلا أن الله تبارك وتعالى منحنا أشياء في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- نستطيع بها أيضًا أن نحمي أنفسنا ونحن في حالة النوم مثل:

المحافظة على الوضوء، فلا تنامي على طهارة، حتى يجعل الله لك ملَكًا يستغفر لك كلما تقلبت في فراشك.

كذلك قراءة آية الكرسي والمعوذات، أي سور: (قل هو الله أحد)، (قل أعوذ برب الفلق)، (قل أعوذ برب الناس)، والمسح على الجسد بعد قراءتها، هذا أيضًا من الأمور التي تحول بينك وبين وصول الشيطان إليك.

كذلك الاستمرار في الذكر أيضًا من الأمور العظيمة الرائعة مما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- .

كما أتمنى أيضًا أن تُضيفي إلى ما ذكرت مسألة الاستماع إلى الرقية الشرعية، وأقصد بالرقية الشرعية أن تجعلي الرقية تعمل وأنت نائمة، لأن الرقية عندما تبدأ فإنها تُطهر البيت كله أو المكان الذي تُقرأ فيه الرقية من الشياطين، فإذا كان هناك شيطان يريد أن يصل إليك؛ فإنه لا يستطيع أن يدخل الغرفة أصلاً، لأن ملائكة الله تكون حولك من جميع الجهات، وهو لا يستطيع أبدًا أن يخترق حواجز الملائكة ليصل إليك، وهذا أمر لا يكلفك شيئًا، كل المطلوب منك –سواء أنت أو والدتك أو أخوك أو أي أحد– أن تجعلي الرقية الشرعية تعمل عن طريق النت ليلاً، بمعنى أن تأتي إلى موقع البحث جوجل، وأن تكتبي (الرقية الشرعية الصوتية)، وأنا حقيقة أنصح بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل –هذا المقرئ المصري– خاصة الطويلة، واجعليها تعمل، ولا تحتاجين التركيز عليها، وإنما فقط هي ستوفر لك نوعا من الحماية، لأنه كما تعلمين إذا حضرت الملائكة غابت الشياطين، والملائكة تتنزل لسماع الذكر، فأول ما تبدأ الرقية تعمل سوف ينصرف الشيطان تمامًا الذي يُوجد في الغرفة.

وعليك بالدعاء أيضًا، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والمحافظة على الأذكار في أوقاتها، وأذكار ما بعد الصلاة، والإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وستكونين في أحسن حال، وسيحفظك الله تبارك وتعالى من كيد شياطين الإنس والجن جميعًا، إنه على كل شيء قدير.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً