الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقتي لا تبادلني الاهتمام والتقدير، فكيف أكسب ودها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر القائمين على هذا الموقع الجميل، وأتمنى لكم مزيدا من التقدم، أنا طالبة أدرس في المرحلة الثانوية القسم العلمي.

مشكلتي: أني كان لي صديقات كثيرات في المرحلة المتوسطة، واستمرن معي في المرحلة الثانوية ولكنهنَّ بالقسم الأدبي، ما عدا اثنتين منهن فقط يدرسون مثلي بالقسم العلمي، وكانت صداقتنا قوية وكأننا أخوات، وكنت أحتفظ بمجموعات لصديقاتي اللواتي كنَّ معي في المرحلة الابتدائية، وكنت أحب واحدة منهن كثيراً، لتميزها عن بقية البنات بأشياء كثيرة، فهي إنسانة بسيطة ومتواضعة، ولا تتابع الموضة كبقية البنات، بدأت علاقتي معها برسالة كتبتها لي قائلة: (مهما كان في قلبك من ألم فإن الله معك)، فقد كنت في تلك اللحظة أعاني من ضغوط نفسية بسبب طلاق أمي، فكنت أتصنع الضحك مع صديقاتي، ولكن هذه الصديقة الوحيدة التي كانت تشعر بمعاناتي، لذلك أحببتها وصادقتها، وساعدتني على الخروج من مرحلة الاكتئاب التي كنت أعانيها.

ولكن تلك العلاقة فجأة تغيرت، فأصبحت تتجاهلني بين بقية الصديقات وتتعمد ذلك، فلو حان وقت الصلاة وذهب الجميع للصلاة، وبقيت أنا بمفردي معها، فإنها تتجاهلني تماماً ولا تكلمني، وكانت تتفق مع صديقاتنا على إحضار وجبات إفطار للمدرسة دون أن تبلغني، وتحرجني أمامهن، ثم بعد فترة عاد الود بيننا، فقلت لها: أنني أحبك في الله، وهي كذلك بادرتني بنفس الكلام، وكان بيننا أسرار شخصية، ولكنني لا أفشي أسرار أحد أبداً، ولكنها سريعة التقلب في المزاج، فمرة تتكلم معي وتسلم علي وتضحك، ومرة أخرى تتجاهلني تماماً، وتفضل علي صديقات أخريات.

أفكر كثيراً لماذا صادقتني، لقد لامست قلبي وجعلتني أحبها، حتى أنني قلت لها: سوف أقطع علاقتي بك بسبب إهمالك لي، ولكنها أقسمت بالله إن قطعت علاقتي بها فإنها لن تتعرف علي أبداً، ردها هذا يعني أنها ما زالت تريد الحفاظ على صداقتنا، لذلك أريد منكم بعض الحلول للحفاظ على علاقتي بها، فمثلاً:

1- كيف أكسب ودها وأجعلها تحبني كثيراً؟
2- كيف أجعلها لا تنظر لي نظرات تزعجني؟
3- كيف أكون إنسانة مرحة؟
4- أبلغتها أنني لن أكمل الفصل الثاني في المدرسة، وأخاف أنها لا تعطيني شيء للذكرى، وقد جهزت لها هدية للذكرى فهل أقدمها لها أم لا؟
5- كنت أساعدها أنا وزميلاتي في حل الواجبات عند غيابها، ولكنها لم تكن تساعدني بشيء، فكيف أتعامل معها في مثل هذا الموقف؟
أتمنى أن تحبني كما أحبها، ساعدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مايا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا والفضفضة معنا على هذا الموقع، ولا شك أنه أحيانا تنشأ علاقة حب بريء بين شخصين، ولكن يشعر أحدهما وكأنه عاطفة، ومحبة من طرف واحد، بينما الآخر يبدو وكأنه يتجاهل، أو لا يبالي بالآخر، وقد يعاني أحدهما ولزمن طويل، وهو يحاول أن يحصل على انتباه الآخر وحبه وتقديره، وطبعا كل هذا وبافتراض أن هذه العلاقة علاقة بريئة، ولم تخرج عن السيطرة، ولم تصل لأمور لا يرضى بها الإنسان المسلم الخلوق، وهذا ما أفترضه في علاقتك بهذه الصديقة.

ويبدو أنه من خصائص نفسيات الناس أنك كلما اقتربت من الشخص: كلما بعد أكثر وأكثر، والعكس صحيح، ويبقى السؤال: هل بإمكانك أنت أن تتجاهلي هذه الصديقة، ولو لبعض الوقت، وانظري كيف يكون تفاعلها معك في حينها، ولهذا أكثر من فائدة، فربما تنجح هذه الطريقة مع هذه الصديقة، وثانيا: لتتعرفي على طبيعة علاقتك وتعلقك بها، لأنه إن لم تستطيعي أن تبتعدي عنها أو تتجاهلينها لبعض الوقت، فربما هذا مؤشر لك على أن الأمر يبدو أنه قد أصبح صعبا، وبدأ يخرج عن الطور والسيطرة، وإذا حدث هذا، فربما يفيدك جدا أن تعيدي النظر في هذه العلاقة من أصلها، لأنها قد لا تكون في مصلحتك.

ولا تنسي أنك الآن في هذه المرحلة من الحياة حيث ينمو عندك الجانب الاجتماعي، واكتشاف طبيعة علاقات بالمجتمع والناس من حولك، وأنت لا شك ستمرين بعدد من مثل هذه العلاقة، وفي كل مرة ستتعلمين منها دروسا وعبر، لتخرجي من كل هذا وأنت أعرف بشخصيتك، وبطبيعة تعاملك مع نفسك ومع الآخرين، وفقك الله، ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية الزين

    لا توجد صداقات صادقة في هذا الزمن

  • الجزائر بثينة

    هدا الموقع ممتاز ووووواو روعة جزاكم الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً