الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صداع وغثيان وتسارع نبضات القلب، فما تشخيصه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 23 عاما، قبل سنة أحسست بأن قلبي غير منتظم النبض، فذهبت إلى طبيب عام، وعند الفحص بالسماعات قال: إن هنالك نبضة غير طبيعية، وأرسلني لعمل تخطيط قلب، لكن النتائج عادت طبيعية.

ذهبت لطبيب مختص بأمراض القلب فقام بفحصي وشاهد نتيجة تخطيط القلب السابقة، وقال: إن كل شيء طبيعي، خصوصا وأني عملت تحليلات للغدد، وكانت طبيعية حسب قول الطبيب.

قبل شهرين بدأت أحس بصداع شديد وثقل في الرأس، خصوصا الجهة الخلفية من الرأس، مع غثيان في أوقات قليلة، وإحساس بتسارع وتباطؤ نبضات القلب دائما، ومشاكل هضمية، وغازات شديدة داخل معدتي.

علما أني كنت أمر بظروف صعبة نوعا ما، وقلق نفسي، وذهبت إلى طبيب أمراض باطنية وقاس الضغط والسكر ولم يقل شيئا عن موضوع النبض، بل وجهني لعمل سونار للاطمئنان، واتضح أنه يوجد التهاب بسيط في المجاري البولية، وأعطاني علاجاً للالتهاب.

تشخيصه لحالتي هو التهاب القولون، وأعطاني بعض الأدوية المهدئة، وأدوية مساعدة للهضم، وأوصاني بشرب الماء الجيد، والابتعاد عن الأطعمة التي تهيج القولون، وما إلى ذلك، لكن حالتي لم تتحسن ذلك التحسن المرجو، وبقيت أحس بمشاكل النبض، ومشاكل المعدة، والصداع والتعب، وإحساس كأني أفقد وعي للحظة.

بعد هذا أتت فترة امتحانات وضغط نفسي وقلة نوم، وازداد ألم الرأس حتى أني أصبحت أستعمل جهاز قياس الضغط المنزلي عشرات المرات في اليوم، وكانت بعض النتائج تصل إلى 15 /11 ومرة ذهبت للصيدلية وكان القياس 16/12.

أما النبض فحكايته حكاية، مرة يكون 42 أو 43 أو 45 ومرة يكون 90 أو 103؟ لا أعرف إن كان نبضي فيه مشاكل، أم أن الجهاز فيه مشكلة؟ وأصبحت ألاحظ وجود رغوة في البول، وتحسس من الضوء بشكل ملحوظ، مع تشوش في الرؤية بعض المرات.

تعبت ولم أعرف ماذا يوجد لدي؟ ولماذا هذا الصداع والإحساس بالضيق، وعدم انتظام ضربات القلب والضغط المرتفع؟ هل يوجد مرض عضوي، أم نفسي، أم ماذا؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا ووفقكم للخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hareth حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بضيق التنفس وزيادة نبض القلب، والصداع له علاقة بمرض التوتر والقلق anexity وهو من الأمراض النفسية البسيطة المنتشرة، ولا يتم تشخيصها بشكل دقيق، وهناك أدوية مثل: cebralex 20 mg أو prozac قرصا واحدا يوميا، لمدة 6 شهور لها فاعلية في تحسن المزاج والشهية، وتساعد على علاج تلك الأمراض.

عموما أخذ الأدوية النفسية يجب أن يكون من خلال طبيب نفسي، حتى يحدد لك الدواء المناسب.

لا يوجد قياس ضغط 15 /11 أو 16/12 فهذه أرقام ليس لها علاقة بقياس الضغط، والأرقام الصحيحة لقياس الضغط تكون حول 120 / 80 أقل أو أكثر قليلا، والنبض أيضا لا يمكن أن يكون 42 أو 45، ولكن قد يكون عند الرياضيين في حدود 60 دون وجود مشكلة.

ومتوسط النبض 72 نبضة في الدقيقة عند الأشخاص العاديين، وقد يرتفع مع ارتفاع درجة الحرارة، أو مع النشاط الزائد في الغدة الدرقية، أو مع حالات التوتر والانفعال، ولكي تكون القراءات صحيحة للضغط أو للنبض يجب قياس تلك القراءات في عيادة طبيب أو مركز صحي، وتسجيل القراءات في كرت مخصص لذلك، والتعليق عليها بعد 4 قراءات؛ لمعرفة هل هناك ارتفاع في الضغط أو زيادة أو نقصان في النبض؟

يفضل تحليل بول وبراز وصورة دم وقياس وظائف الكلى والكبد، وأملاح الدم والدهون الثلاثية والكوليستيرول.

عموما الصداع في حال عدم وجود مشاكل في الجيوب الأنفية أو الأسنان أو حدة الإبصار له علاقة بالصداع الناتج عن شد في عضلات الرقبة، ويسمى في هذه الحالة Tension headache؛ وينتج عن توتر أو تشنج في عضلات فروة الرأس، ويصاحبه شيء من الغثيان، لكن بدون قيء في العادة، ويدوم الصداع ساعات قليلة لكنه قد يستمر في بعض الأحيان لبعض الأيام.

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب هذا الصداع، مثل: الإجهاد، الضجيج، وغالباً ما يكون ناتجا عن وضعية جلوس سيئة، وعن الجلوس لفترات طويلة أمام شاشة التليفزيون والكمبيوتر، ويستجيب هذا الصداع بشكل جيد للاسترخاء والمسكنات التي لا تحتاج إلى وصفات طبية، مثل تناول حبوب بروفين 400 مج مع قرص مسكادول عند الضرورة، وهو يتحسن غالباً عن طريق ممارسة بعض التمارين الرياضية المعتدلة، والنوم على وسادة متوسطة.

من المهم تناول فيتامين D والتي أثبتت الدراسات أن نسبة كبيرة من الناس لديهم نقص في هذا الفيتامين، ولذلك يمكن أخذ كبسولات فيتامين (D) أسبوعياً، 50000 وحدة دولية كبسولة كل أسبوع لمدة 4 شهور دون الحاجة لعمل التحليل، مع أقراص الكالسيوم وشرب الحليب ومنتجات الألبان.

لعلاج القولون يمكن تناول حبوب Spasmocanulase قرصا ثلاث مرات يوميا قبل الأكل، مع تناول حبوب colospasmin وهي بديل جيد لحبوب ليبراكس، ويمكن تناول خليط مكون من مطحون (الكمون والشمر والينسون والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع)، وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ، مع زيت الزيتون أو شربه مغليا مثل الشاي، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص، وقد يغنيك ذلك الخليط عن الأدوية.

وللحموضة، يمكنك تناول قرص pariet 20 mg قبل الأكل يوميا مرة واحدة، مع ترك الوجبات الحارة والشطة في الطعام.

وفقك الله لما فيه الخير.

+++++++++++++++
انتهت إجابة د. عطية إبراهيم محمد. استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
+++++++++++++++

أرحب بك في إسلام ويب، وأؤكد لك أنني قد اطلعت على رسالتك بكل دقة وتفحصتها تمامًا، وكل القرائن الموجودة والتي ذكرتها بوضوح تدل على أنك بالفعل تعاني من قلق نفسي، فالخوارج القلبية من ملاحظاتٍ حول النبض نشاهدها كثيرًا مع القلق، وأعراض القولون العصبي مرتبطة قطعًا بالقلق.

وأعراضك النفسوجسدية الأخرى مثل: الثقل في الرأس والشعور بالغثيان: هذه أيضًا يمكن تفسيرها أنها ناتجة عن القلق، والحمد لله تعالى كل فحوصاتك سليمة، وهذا أمر يجب أن يكون مطمئنًا بالنسبة لك.

تذبذب نبضات القلب ما بين الارتفاع والانخفاض: هذا قد يُفسَّر بالقلق، لكن الانخفاض الذي ذكرته على مستوى 42، 43، 45، هذا غالبًا يكون خطئًا في الجهاز؛ لأن الطبيب الذي قام بفحصك بعد أن عمل تخطيط القلب اتضح أنه سليم.

الارتفاع النسبي لضغط الدم والذي سجّله لك الصيدلي: قد يُفسَّر بالعصبية والتوتر، لكن هذا التفسير لا يكون كافيًا؛ لأن الذين يرتفع ضغطهم حتى مع العصبية والتوتر اتضح فيما بعد أنهم قابلون جدًّا للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

لذا يجب أن يكون هنالك نوع من المراقبة والحذر، وأنصحك ألا تعتمد على القياس عن طريق الأجهزة التي نحصل عليها من الصيدليات، فهذه الأجهزة هي فقط للمتابعة، وهي تقديرية في معظم الأحيان، وإن كان بعضها جيدة جدًّا، لكن يجب ألا تكون وسيلة معتمدة لتشخيص ارتفاع الضغط.

أيها -الفاضل الكريم-: أنت محتاج أن تصرف انتباهك عن هذه الأعراض جميعًا من خلال تغيير نمط الحياة، وممارسة الرياضة هي من أفضل ما ننصح به، وهي مجربة جدًّا، خاصة إذا التزم الإنسان بها، وأنت في عمرك هذا في بدايات الشباب سوف تُفيدك الرياضة كثيرًا، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: لا تتردد كثيرًا على الأطباء، حاول أن تنام مبكرًا، أحسن إدارة وقتك، وإن كنت من الذين يتناولون الشاي والقهوة بكثرة أرجو أن تخفف من ذلك؛ لأن الكافيين يُثير القلق والتوتر.

إن ذهبت إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد، وأنت بالفعل تحتاج لأدوية بسيطة، هنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) من الأدوية الطيبة والجيدة جدًّا، يمكنك أن تتناوله بجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

يُضاف للدوجماتيل دواء آخر، يمكن أن تستعمل أحد الدواءين الذين ذكرهما الأخ الدكتور عطية إبراهيم، السبرالكس cebralex دواء متميز لعلاج الاكتئاب النفسي والقلق والتوترات، أنت ربما تحتاج إليه بجرعة صغيرة إذا وجدته، والجرعة هي أن تبدأ بخمسة مليجراما فقط، هنالك حبة تحتوي على عشرة مليجراما، وأخرى تحتوي على عشرين مليجراما، تحصَّل على التي تحتوي على عشرة مليجراما وتناول نصفها، خمسة مليجراما يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها عشرة مليجراما يوميًا لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم خمسةَ مليجراما يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا مرتضى

    دكتور انا اعاني نفس الشي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً