الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني أعراضاً مفاجئة وغريبة تثير في نفسي الرعب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ مدة وأنا أعاني من مشكلة، وهي بأنني وبشكل مفاجئ يراودني شيء يشبه الحلم حينما أكون مستيقظة، أرى أموراً قد رأيتها من قبل، لا أدري أين، أو كيف، أشعر وكأنني أدخل عالماً جديداً.

أخاف كثيراً مما أراه، أشعر بأنه سيغمى عليّ، فأتوقف تماماً عن الحركة، ولا أريد إلا أن أخرج من تلك الحالة، بعد أن أعود إلى طبيعتي، لا أستطيع تذكر ما كنت أرى، مهما حاولت، وإذا ضغطت على نفسي أشعر بالألم في رأسي، لم أخبر أهلي بهذا الأمر، لا أحد يعلم به غير صديقتي، علماً بأن هذه الأمر توقفت لفترة من الزمن، وعادت لي اليوم حينما بدأت في التكبير لصلاة الظهر.

أفيدوني، فأنا أحتاج إلى تفسير وتوضيح، ولكم مني خالص الشكر والثناء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ slm selma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحالة بسيطة - إن شاء الله تعالى -، وهي قابلة لتفسيرات مختلفة، لكنَّ التفسير الذي أراه أكثر احتمالية هو، أن الذي يحدث لك ناتجًا من إجهاد نفسي بسيط، وربما يكون هنالك إجهاد جسدي، وهذه الحالات البعض يُسميها اضطراب الأنية، أن يشعر الإنسان فجأة بأن الأمور متغيرة، أو كأنه في حلم، وهذا كله مرتبط بالقلق.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: الذي أنصحك به هو، أن تذهبي وتقابلي طبيبة الرعاية الصحية الأولية، لتقوم بفحصك فحصًا جسديًا كاملاً، ثم بعد ذلك تُجري لك الفحوصات المختبرية: للتأكد من مستوى الدم، والإفرازات الهرمونية، ومستوى السكر، وبعض الفيتامينات أيضًا لا بد أن نعرف مستواها، خاصة فيتامين (ب12) وفيتامين (د).

هذه الفحوصات من أجل التأكد، وأن نكون متيقنين أن جسدك سليم تماماً، وبعد ذلك يمكن للطبيبة أن تقوم بوصف أحد مضادات القلق البسيطة، ومن جانبك حاولي أن تتجاهلي تمامًا هذه الأعراض، عليك أن تتناسيها، والتجاهل يُدعَّم من خلال أن يشغل الإنسان نفسه فيما هو مفيد، هذا مهم جدًّا.

فرتِّبي حياتك، بحيث أن يكون إدارة وقتك متميزة وفاعلة، ولا تدعي مجالاً للفراغ الذهني، ولا مجالاً للفراغ الزمني، لأن كليهما يضر بالإنسان، ويجعله يتوجَّس ويعيش في نوع من القلق.

الحمد لله تعالى أنت تؤدين صلاتك وتقرئين القرآن، وهذا أمر طيب، نسأل الله تعالى أن يزيدك من هذا الخير الوفير.

اطمئني تمامًا - أيتها الفاضلة الكريمة - فالحالة بسيطة جدًّا، وبعد مقابلة الطبيبة - إن شاء الله تعالى -، سوف تتضح الأمور بصورة جلية وتطمئن نفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً