الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من ارتفاع هرمون الحليب وعدم انتظام الدورة ونزول الدم لفترة طويلة، فما هو السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أنا خائفة من الحالة التي أعانيها.

أنا امرأة متزوجة منذ تسعة أشهر، لم يقدر الله لي الحمل، كانت دورتي الشهرية منتظمة، كانت تأتيني كل شهر في اليوم (27 - 28)، لكنها في الشهر الماضي أتتني في اليوم (18)، وكانت مدتها أقل من كل مرة - أقل بيومين -، بعد الدورة بخمسة أيام ذهبت إلى الطبيبة حتى تفحصني وأتأكد هل هناك التهاب في المهبل قبل أيام التبويض، بالفعل كان لدي التهاب شديد فوصفت لي تحاميل ومضاد حيوي، بدأت استخدام الأدوية في اليوم الثاني، وفي اليوم الذي استخدمتها فيه نزل الدم واستمر خمسة أيام، كان خفيفاً، لم أقطع العلاج، وبعد ثلاثة أيام، نزل دم جديد واستمر (14 - 15) يوم.

في بداية هذه الفترة ذهبت إلى الدكتورة وقمت بعمل تحاليل الحمل، كانت النتائج سلبية ولا يوجد حمل، عملت لي سونارا وقالت: بأن البويضة نشطة أو شيء من هذا القبيل، وأعطتني علاج (دوفاستون)، وقالت: بأنه سوف ينقطع ولكنه لم ينقطع، عدت إلى الطبيبة من جديد وقالت لي: استمري عليه حتى ينتهي ثم ستنزل الدورة، ومن ثم أعود إلى مراجعتها، تركته بعد أن انتهى؛ لأنه نفذ ونزلت الدورة بعد بيومين، عندما رجعت إلى الطبيبة فقامت بعمل تحليل للغدة الدرقية، وتحليل لهرمون الحليب، والنتائج كانت ارتفاعاً بسيطاً في هرمون الحليب، فوصفت لي الطبيبة عقار (دوستينكس) حبتين، ومنظم كليمين، واستمرت الدورة لمدة أربعه أيام، ثم نزل إفراز لونه أبيض، كنت أعتقد بأنه علامة الطهارة، ولكنه لم يكن كذلك فقد عاد الدم بالنزول، وكان في آخر أيام الدورة الشهرية، لكنه كان قليلاً.

استفسارتي لكم:
- ما سبب هذا الدم؟ وما هو مصدره؟ ولماذا لم يتوقف نزول الدم مع علاج (دوفاستون)؟ ولماذا أعطتني الطبيبة منظماً للدورة، علماً بأن الدم لم يتوقف مع علاج (دوفاستون)؟
- هل يمكن أن يكون الدم بسبب مرض أصابني أو التهاب في الرحم أو أي شيء آخر، مع العلم بأني لا أعاني أي ألم أثناء نزول الدم؟ وهل يشترط أن يكون هناك ألم لو كان ما أعانيه بسبب مرض ما؟
- هل يمكن أن يكون سبب نزول الدم هو الالتهاب الشديد الذي أعانيه في المهبل؟
- هل يمكن أن ينزل إفراز أبيض أثناء الدورة ثم تكتمل الدورة الشهرية؟ أنا خائفة من أن يكون الإفراز علامة طهارة، والدم الذي يليه لم يكن دم الدورة بل نفس الدم الذي نزل في المرة الأولى، مع العلم بأنني في آخر يوم من الدورة، والدم بدأ يتوقف ولكنني أخاف أن يعود مرة أخرى، لقد قمت بشرب كأس من المرقدوش والميرامية قبل الدورة فنزلت الدورة بتاريخ (18)، فتركت الشراب خوفاً من أن يكون هو المتسبب فيما حدث لي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عند حدوث ضعف في التبويض لسبب أو لآخر تضعف بطانة الرحم لنقص هرمون (بروجيستيرون) الناتج من جراب البويضة بعد انفجارها، فيصبح هرمون (إستروجين) هو المسيطر على الدورة الشهرية في ذلك الشهر، فتضعف بطانة الرحم ويزيد النزيف وتضطرب الدورة الشهرية.

الدوفاستون هو هرمون بروجيستيرون صناعي يقوم مقام الهرمون الذي لم يفرز بسبب ضعف التبويض، ويقوم (دوفاستون) بالمساعدة في بناء بطانة الرحم، ويحتاج ذلك إلى تكرار تناول تلك الحبوب حتى تستقر الدورة الشهرية.

يتم تشخيص الالتهاب البكتيري في حال وجود إفرازات صفراء ذات رائحة كريهة، أو التهاب فطري في حال وجود إفرازات بيضاء مثل قطع الجبن المفروم، وليس للإفراز الأبيض أي علاقة بالدورة ولا بالهرمونات، لكن بسبب الالتهابات الفطرية قد يؤدي الالتهاب إلى اضطراب الدورة الشهرية والنزيف إذا كان شديداً.

ولإعادة تنظيم الدورة وعلاج التكيس المحتمل وعلاج ضعف التبويض يمكن تناول حبوب منع الحمل (ياسمين) لعدة شهور، يومياً قرص واحد حتى انتهاء الشريط ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب (دوفاستون) التي لا تمنع التبويض، وجرعتها (10 مج)، تؤخذ يومياً من اليوم (16) من بداية الدورة حتى اليوم (26) من بدايتها، وذلك لمدة ثلاثة شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا العلاج ليس الغرض منه منع الحمل، بل وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض.

والوزن الزائد يساعد على حدوث التكيس، وبالتالي يحب العمل على إنقاص الوزن في الشهور القادمة، وهو كما قلنا العنصر الأساسي في العلاج من خلال الحمية الغذائية ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج (500 مج)، ثلاث مرات يومياً بعد الغذاء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكرى من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل (total fertility)، ويمكنك أيضاً تناول كبسولات (أوميجا 3) أيضاً، يومياً حبة واحدة مع حبوب (Ferose F)، قرص واحد يومياً، وفيتامين (د)، حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، لتقوية العظام ومنع مرض الهشاشة مع الغذاء الجيد المتوازن.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، وليس لأعشاب البردقوش والمرمية تأثير ضار على الدورة بل لها بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في ضبط الدورة، ولا تعتبر علاج يمكن الاعتماد عليه، كذلك قد يفيدك تناول حليب الصويا، وفي نهاية تلك المدة يمكنك إجراء التحاليل التالية:
(-DHEA -- FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE).

وتكون في ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون (PROGESTERONE)، في اليوم (21) من بداية الدورة، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً