الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني الزواج ممن أرى فيه الدين والخلق؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ فترة التقيت بشخص في مناسبة عائلية، وتمنيت أن يكون زوجي، بسبب مديح الناس فيه، وصرت من ذلك اليوم أدعو الله أن يزوجني به، تقربت من الله أكثر، صرت أصلي الفجر، وأقوم الليل، وأدعو الله وأستغل أوقات الاستجابة.

ولكن في مرة كنا سنزور عائلته في مناسبة ثانية، فدعوت الله أن لا أراه إن لم يكن زوجي في المستقبل، خشية أن أتعلق به إن رأيته مرة ثانية، وفعلا لم أره في المناسبة الثانية، وهذا خَلَقَ حيرة في داخلي، هل أستمر في الدعاء أن يزوجني الله به، أم أعتبر عدم رؤيته علامة على أن الله لم يكتبه من نصيبي؟

وهناك شيء آخر: مع العلم أن لا أحد يعلم ما بداخلي، ولم أدعُ وأسأل غير الله، لكن بعد ما حدث، فكرت في أن أتحدث لأحد أقاربي أن يتوسط لي، لعله يكون سببا في ارتباطنا، فهل هذا يعتبر سؤالا لغير الله وهل أذنبت بحق الله؟ علما أن لدي رغبة شديدة للزواج منه، حتى صرت أبكي خشية تأجيل الرزق، وأن يتزوج غيري، وأحيانا أؤنب نفسي، وأقول: إنني لست صالحة ليكتب الله ذلك الشخص الخلوق من نصيبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونهنئك على تعلقك ولجوئك للكبير المتعال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك الآمال.

منقبة للفتاة أن تطلب صاحب الدين، والكمال فيها أن تكتم ما في نفسها من الميل؛ حتى يقضِ الله أمرا كان مفعولا، ولا مانع من أن يقوم قريبك بعرضك عليه، ولا إشكال من الناحية الشرعية؛ لأن المؤمنة تفعل الأسباب ثم تتوكل على الوهاب، وترك الأسباب جنون، والتعويل على الأسباب خدش في التوحيد، وعمل لا يكون.

وليس هناك داعٍ للحزن، وما عليك إلا أن تفعلي ما عليك ثم تتوكلين على الله، مع ضرورة الرضا بما يقدره القدير سبحانه، وتأدبي بأدب السلف الذين قال عنهم ابن الجوزي: كانوا يسألون الله فإن أعطاهم شكروه، وإن لم يعطهم كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه، فيقول: مثلك لا يجاب، أو لعل المصلحة في أن لا أجاب.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن لا تتمادي مع عواطفك العواصف، ومن الحكمة أن تهيئي نفسك لكل الاحتمالات، وثقي بأن ما يختاره الله للإنسان أفضل من اختياره لنفسه، وقد سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يجعله من نصيبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ابو جدو

    اسال الله ان يرزقك الزوج الصالح وايضا اهنئك على تعلقك بالله سبحانه وتعالى اتمني ان تكون كل نساء المسلمين مثلك

  • مصر صابرين عبد الله

    مطلقة مصرية تجابه الدنيا بعد الاستعانة بالله وحدها و معها طفلين من زواج فاشل دام بالعذاب والمعاناة3سنوات. فاشل للأسف منذ اللحظة الاولى حيث اكتشفت بعد الزواج منه انه مريض نفسيا وعصبيا بعد تاكد شكوكها من سؤال الدكاترة المتخصصين فى ذلك وقالوا لها ان أهله يعرفون أنه مريض و لايعاشر وهذا منذ البلوغ. خصوصا انه لم يظهر أى اعراض لها اثناء الخطوبة التى لم تدم الا شهرين و فى بداية الخطوبة قالت لها أخته التى تصغره ب8سنوات وخالته انه عصبى عرفت فيما بعد انه كان ياخذ الأدوية المهدئة اثناء مقابلتها مع ابيها الراحل و امها و اخوها حتى لا تأتيه نوبة الجنون وهو جالس معهم. و بالسؤال عنه عند سكن أبوه وفى عمله أثنوا عليه؟ و علمت فيما بعد ان هؤلاء تمت رشوتهم للشكر فيه.وتكرر طلب الطلاق منه لأهلها و قالت لهم انها ترى وتعلم أشياء عنه غير التى يرونها هم. وأبدت الاسباب ولكن أهلها قالوا لها اصبرى اصبرى.صبرت للاسف الى أن حصل الحمل الثانى الذى لم يكن متوقعا على الاطلاق بعدما تدمرت معنويا و ماديا من الذل والمهانة و الاتهامات فى كل شىء حتى فى أعز ماتملك منه ومن أهله.و عندما واجهت هى و أهلها أبوه بانه مريض قال لهم (عليكوا تقبلوا بالامر الواقع) و رفضوا الطلاق ورفضواالعلاج النفسى له و رفضوا أعطائها أى حقوق بقول أبوه له (لا انت ابنى ولا أعرفك لو اديتلها مليم أحمر).و لامسكن الزوجية الذى اكتشفت انه ليس بأسمه بل بأسم أمه الراحلة وتم بناء حوائط داخلية به حتى لاتمكن منه و أخذوا منها كل العفش وكانت مشاركة بنصفه من مال أهلها و ملابسها وملابس بنتها و منقولاتها الخاصة.و لم تجد اى روشيتات اوادوية خاصة به لانه كان يضع هذا كله عند اهله حتى لا تطلق طلاقا للضرر و رفض الشهود الوحيدين وكانوا السبب فى هذه الزيجةالذين حضروا مشكلة كبيرة بسببه اعتقد فيها أنها بتسرقه ميدالية مفاتيح و رماها عليها هى وابنتها الرضيعة التى كانت على كتفها و فيها سب وضرب وطرد.مما خسرت فيه قضية الطلاق للضرر بعد ثلاث سنوات فى المحاكم مما اضطرها فى النهاية لعمل خلع. و هذا كله بسبب الكذب والغش والتدليس على بنات الناس وأعراضهن حتى يتزوج من ليست له أهليه للزواج. فهى تحارب الان وحدها لاجل حقوقها المادية وحقوق أولادها بالأستعانة بالله. و حسبنا الله ونعم الوكيل.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً