الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا في حيرة بين إحساسي وموقف أهلي من الرجل الذي تقدم للزواج بي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة مطلقة في الثلاثينات من عمري، تقدم لي رجل مطلق أيضاً في الخمسينات من عمره، على خلق ودين، ومعروف أصله لدينا، ولقد فرح به أهلي، ولكنني عندما رأيته لم أشعر بالراحة، مع تحفظي بالكلام بالنسبة لعمره، هو ليس بالوسيم ولا بالقبيح، ولكنه لم يدخل إلى قلبي.

غضب أهلي من موقفي هذا، ولا يرون ذلك سبباً لرفضي، وأخشى إن رفضته أن أكون بذلك قد رفضت رزقاً ساقه الله لي، أنا في حيرة شديدة بين ضغط أهلي وإحساسي.

استخرت كثيراً ولا أعرف ماذا أفعل؟ هناك من قال لي: اقبلي وغضي الطرف عن شعورك، فإن كان خيراً تم، وإن لم يكن خيراً صرف عنك، والبعض الآخر قال لي: اتبعي ما ينشرح له قلبك، ولكن قلبي لم ينشرح لشكله وعمره، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البتول حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

أنتم مجمعون على صلاح دينه وحسن خلقه، وأصالة أصله، وهذه هي أعلى المعايير، وتوقفت عند شكله، وهو عندك بين بين، والمهم في الرجل ليس الشكل، ولكن الدين والأخلاق، وهذا هو جمال النفس، وهو الجمال الدائم والأصلي، وترددت لأجل عمره، وهو مقارب لعمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما تزوج أمنا عائشة -رضى الله عنها-، ونحن في الحقيقة نحرضك على القبول به، ونؤكد لك أن فرص المطلقات قليلة، وهذا من ظلم المجتمعات في أيام بعدها عن هدى السلف -عليهم من الله الرضوان-.

لقد أحسنت باستخارتك، فالاستخارة طلب للخير ممن بيده الخير، ولن تندم من تستخير وتستشير، وترضى بما يقدره القدير، وتتوكل على السميع البصير، ولا شك أن أهلك أعلم بما يصلحك، والرجال من محارمك أعرف بالرجال، ولن يقبلوا ويصروا إلا على رجل يناسبكم ويناسبهم، والزواج علاقة بين بيتين وأسرتين، وأحيانا بين قبيلتين.

وهذه وصيتي لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بالتفاؤل بالخير لتجديه، واستعيني بالله، وتوكلي عليه، وأبشري بالخير، ونسأل الله أن يسعدك، ولقد أسعدنا تواصلك، ونفرح باستمرارك، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح بالك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً