الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلبي يخفق بشدة، ولم أجد علاجا لذلك، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

منذ فترة طويلة نوعا ما وأنا أعاني من خفقان شديد، لدرجة أني أشعر وكأن قلبي يضرب في حلقي، ويسبق الخفقان هبوط في النبض، وكأن قلبي يتوقف لثوان، ويزداد الخفقان بشكل غير طبيعي.

ذهبت للطبيب، وأجرى لي تخطيطا للقلب، وقال: إن النبض مرتفع جدا عن المعدل الطبيعي 121، ولكن لا توجد أي مشاكل، فالضغط ممتاز، وتحليل الدم أيضا ممتاز.

أخذت حبة انديرال، وتمت إعادة التخطيط مرة أخرى بعد ساعة، وانخفض الضغط أفضل من ذي قبل، وقال الطبيب: لابد من عمل تصوير للقلب، فعملت تصوير الإيكو، وتحليلا للغدة الدرقية، والنتائج كلها سليمة، ولا توجد أي مشاكل عضوية.

وقال الطبيب: بما أن النتائج سليمة؛ فإن السبب هي شحنات كهربائية في القلب سببها نفسي، ووصف لي دواء انديرال 10م ثلاث مرات يوميا، تحسنت أسبوعين، ثم عادت لي نوبة خفيفة من الخفقان، بعدها رفع لي الطبيب الجرعة إلى أربع مرات يوميا.

سؤالي: هل يمكن أن يكون المرض النفسي له تأثير يصل إلى هذا الحد؟ فأنا أعاني جدا من هذا الخفقان بشكل يمنعني عن ممارسة حياتي الطبيعية والحركة والخروج، وتعبت من تناول الأدوية طوال اليوم، وسئمت من حياتي، وأتمنى الموت في كل دقيقة وثانية.

أتمنى أن أضع حدا ينهي حياتي لأرتاح، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ح-خ-ج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة والصلة بإسلام ويب.

أولاً: لا بد أن أقول لك: إن المسلم لا يتمنى الموت، حتى وإن كان الموت قادمًا، أسأل الله تعالى أن يذهب عنك هذا الذي تعانين منه، وهو -إن شاء الله تعالى- بسيط.

تسارع ضربات القلب حتى وإن كان مزعجًا ما دام ليس لمرضٍ عضوي في القلب؛ فيجب ألا تنزعجي، القلق والتوترات ونوبات الهرع والوسوسة والمخاوف بجميع أنواعها قد تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب.

أيتها الفاضلة الكريمة: حتى تُدركي الذي يحدث، وهذا مهم، أقول لك: إن الإنسان حين يتعرض لمواقف معينة -حتى وإن كانت بسيطة– يستجيب جسده من خلال الاستعداد لمواجهة الموقف، وهنا يبدأ الجهاز العصبي اللاإرادي للقيام بوظيفته؛ مما يؤدي إلى إفراز مواد كيميائية على رأسها مادة (أدرينالين adrenaline)، أو تسمى أيضاً: (إبينيفرين Epinephrine)، وهذه المادة تُحفِّز القلب لتجعله يضخُّ أكبر كمية من الدم ليكون الإنسان في حالة تأهبٍ ليواجه الموقف الاجتماعي، إذًا العملية عملية فسيولوجية بحتة وليس أكثر من ذلك.

لا تقلقي أبدًا –أيتها الفاضلة الكريمة–، وكل المطلوب منك هو أن تطبقي بعض تمارين الاسترخاء، ارجعي لاستشارة إسلام ويب التي هي تحت رقم: (2136015)، وسوف تجدين فيها تمارين جيدة جدًّا تؤدي إلى إجهاض تسارع ضربات القلب، وكذلك الشعور بالاسترخاء النفسي والعضلي والجسدي التام.

أيضًا قللي أو توقفي حقيقة عن شرب الشاي والقهوة، فهي أحد المثيرات التي تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب.

الأمر الآخر هو: أن تحرصي على الدعاء، خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار ما بعد الصلوات، واسألي الله تعالى أن يبعث في نفسك الطمأنينة، هذا يُضيف إليك إضافة إيجابية جدًّا.

نقطة أخرى مهمة: أن تزيحي قلق المخاوف هذا من خلال تفعيل حياتك على نطاق الأسرة، كوني أكثر فعالية على نطاق التواصل الاجتماعي، تُحددي أهدافك في الحياة، وتضعي الآليات التي توصلك إلى أهدافك، هذا كله يُزيح الفكر القلقي والتوتري الذي كثيرًا ما يؤدي إلى الخفقان وسرعة ضربات القلب.

أعتقد أنه سيكون من الجيد لك أن تُراجعي طبيبة المركز الصحي، مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، هذا -إن شاء الله تعالى- يُساعدك على الطمأنينة.

الإندرال دواء فاعل، دواء ممتاز، ويمكنك أن تستعملي نوعا من الإندرال يُسمى (إندرال LAET) كبسولة واحدة في اليوم، هذا دواء رائع جدًّا، يُضاف إليه تناول أحد مضادات القلق مثل: الـ (فلوناكسول Flunaxol)، والذي يعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أو جرعة صغيرة من الـ (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أو أي دواء آخر يراه الطبيب.

الأمر في غاية البساطة، وأرجو أن تتبعي ما ذكرته لك، وأرجو أن تطمئني تمامًا، كل فحوصاتك سليمة، وقطعًا تكوني قد تأكدتِ من مستوى الهيموجلوبين لديك؛ لأن الأنيميا أو فقر الدم قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، كما أن ارتفاع هرمون الغدة الدرقية يؤدي أيضًا إلى تزايد في ضربات القلب، وأنا على ثقة تامة أن الإخوة الأطباء الذين قمت بمقابلتهم قد قاموا بإجراء هذه الفحوصات، حيث أنها أساسية جدًّا في مثل حالتك.

عمومًا إن لم تكن هذه الفحوصات قد تم إجرائها مسبقًا؛ فأرجو أن تقومي بإجرائها لمزيد من الاطمئنان.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً