الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدرس في كلية مختلطة فهل أواصل فيها؟

السؤال

السلام عليكم.

أحبكم في الله، مشكلتنا أن الجامعات والكليات مختلطة، وأنا أدرس في كلية التقنية الهندسية، ويوجد فيها بنات قليل جدًا لدرجة أنه في امتحان القبول نجح 208 طالبًا، والتي تم قبولهن من بين 208 طالبا 16 بنتًا فقط، أي بمعنى 192 من الذكور و16 من الإناث، لكن في كل مجموعة يوجد 25 طالبًا، وكل مجموعة فيها من2 إلى 3 من البنات، في كل 25 طالبًا تجد 3 بنات، و22 من الذكور أو 23من الذكور
و2 من الإناث، فهل أكمل دراستي فيها؟

مع العلم بأني أستطيع السيطرة على نفسي وأستطيع أن أغض بصري وأتجنب فتنتهم، ومع العلم أيضًا والداي يريدان أن أكمل دراستي، وأن أسندهما، وأيضًا قالت لي أمي: لو أردت أن أرضى عليك فأتمم دراستك، ولا تتركها.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك ونشكر لك الحرص والاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يرزقك بر والديك بعد طاعة البر المتعال، وأن يحقق لك النجاح والآمال.

عليك إكمال دراستك ما دمت -ولله الحمد- تستطيع أن تسيطر على نفسك، وطاعة والديك واجبة وأمرهما بالمندوب يصيره واجبًا، ونكرر لك الشكر على الورع والحرص، ونتمنى لأمثالك أن يتقدموا ليأخذوا مواقعهم في قيادة الحياة، وفي تقدم أمثالك وإكمالهم لدراساتهم مصالح كبيرة، ونسأل الله أن يصون بأمثالكم الأعراض، وأن ينفع بكم البلاد والعباد.

ولا شك أن عدد الطالبات قليل، وفرص من يريد العفاف كبيرة، وكثيرة فاثبت على ما أنت عليه، وأنصح لإخوانك من الشباب وكن مصدر إرشاد لإخوانك، وتحر الحكمة واستخدم اللطف، وذكر من حولك بأن صيانتنا لأعراضنا تبدأ من صيانتنا لأعراض الآخرين.

ونتمنى أن تطمئن والديك بسرعة بأنك ستكمل دراستك، وسوف تسعى لإدخال السرور عليهم، وتجنب إدخال الأحزان عليهم بمثل هذه الأفكار التي تضايقهم، ونحن نكلمك بلسان الآباء والأمهات، وننبهك إلى أننا نعلق عليك الآمال، وما من أب أو أم إلا ويتمنى أن يرى أبناءه في أعلى المنازل والرتب، بل نحن نتمنى أن تكونوا أفضل منا في كل شيء.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والحرص على إكمال الدراسة، بل والتفوق فيها؛ لأن ذلك أرضى لوالديك، ورضا الله في إرضاء الوالدين وسخطه في سخطهما.

سعدنا بتواصلك ونفرح بالاستمرار في التواصل، ونشكر لك هذا الالتزام، ونبشرك بخير كثير لك، ولكل من يغض بصره.

نسأل الله أن يحفظك ويتولاك ويوفقك ويسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً