الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد السفر إلى خطيبي وأبي يمنعني، فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، عمري 27 سنة، من فلسطين، مخطوبة منذ سنة لشخص جزائري الأصل، وشيخ ومتدين، وأخلاقه عالية، أما ما أعاني منه هو والدي يقف بطريقي ويمنعني من السفر للزواج، فعندما يأتي موعد سفري يفتعل أي قصة، ويمنعني من السفر، وأنا ﻻ أريد السفر دون رضاه، فهو من أقنعني بالزواج.

الآن لو سافرت دون رضاه هل يعتبر ذلك من عقوق والدين؟

وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على بر والدك، ونحيي فكرة السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ويصلح الأحوال، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

كنا نتمنى أن تذكري أسباب رفض الوالد لسفرك على الأقل من وجهة نظرك؛ لأن معرفة السبب تعيننا وتساعدك، كما أنه لم يتبين لنا ما إذا كنت مخطوبة فقط أم أن هناك عقد زواج؛ لأنك بالعقد تخرجين من ولاية الأب وسلطانه، وأولى الناس بالمرأة زوجها، وفي كل الأحوال ينبغي أن تطيبي خاطر الوالد، وتؤمني مخاوفه، وتعديه بمواصلة الاهتمام به، والتواصل معه، ولا تعتبر عاقة من تفكر بطريقتك، وشكر الله لك، وكثر من أمثالك، وربما كان السبب هو حب الوالد الزائد لك، وقد جاء في الأدب العربي قصة من رفض تزويج ابنته من الأغنياء ومن الفقراء، فكان مما قال: أحب بنيتي وودت لو أني دفنت بنيتي في قاع لحد، إلى أن يقول: فإن زوجتها رجلا غنيا فيلطم خدها ويسب جدي، وإن زوجتها رجلا فقيرا مخافة أن تذوق الذل بعدي.

وإن كان الرفض بسبب السفر والبعد، فهكذا الدنيا يجتمع فيها الناس ثم يفترقون.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وندعوك إلى تكرار المحاولات، وتوجهي إلى رب الأرض والسموات، وتواصلي مع موقعك، ووضحي الأسباب، لتصلك التوجيهات، ونسأل الله أن يوفقك، ويرفعك درجات، وأن يجمع بينك وبين زوجك على البر والخيرات، وأن يرزقك بركة البر للآباء والأمهات.

وفقك الله وسدد خطانا وخطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً