الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينتابني قلق عندما أرى البيت غير مرتب.. هل هذا قلق أم وسواس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد سجلت في هذا الموقع الرائع لعلي أجد حلا لمشكلتي التي عكرت صفو حياتي، وقلبتها جحيمًا لا يطاق، وسأتكلم عن كل شيء بلا خجل، أو تهكم.

أنا فتى أبلغ من العمر 17 سنة، توفيت أمي رحمها الله، وأنا في الثامنة من عمري، وبقينا على هذه الحالة إلى يومنا هذا.

المشكلة الكبيرة ليست هنا، قبل 3 سنوات أصبحت مهووسًا بالنظافة والنظام بحكم أنه لا يوجد من ينظف البيت، ويهتم به إلا أنا وأبي، فإخوتي غير مهتمين، وهذا ما أدخلني في حزن وقلق، حيث إنني لا أستطيع أن أرى الأوساخ في الأرض، أو الغبار على الطاولات، وكلما أراها أذهب لأنظفها حتى أطمئن، وكذلك الصحون أنا وأبي من نغسلها، ونادرًا أخي الصغير يقوم بذلك، وهذا ما أثر على دراستي.

إضافة إلى أنني ينتابني القلق عندما يكون البيت غير مرتب، فأسرع لأرتبه، وصرت أشك أنه إذا رتب أبي أو نظف المنزل كل يوم، فإنه سيمرض (عفاه الله)، خاصة وأنه يدخن فأسرع أنا لأغسل وأنظف، وهذا يتعبني كثيرًا لأنه لا يوجد من يساعدني؛ لأني ليس لدي أخت.

كما أنه ينتابني قلق ووسواس عندما أرى الطاولة، أو الكرسي بدأ بالتلف ولو قليلا فأخاف أنه سيتكسر ونبقى بلا كراسي، أو طاولات، خاصة وأننا لا نهتم بشراء مثل هذا الأثاث بعد وفاة أمي.

حياتي أصبحت لا تطاق، لا أعلم إن كان هذا وسواسًا قهريًا للنظافة، أم لا؟ لأنني لا أعاني من كثرة الاغتسال -والحمد لله-، وفكرت كثيرًا بالهروب من المنزل لينتهي كل هذا، لكني لم أجد أين أذهب؟ وهل على أبي الزواج ثانية أم لا؟

أفيدوني حفظكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك الصحة والعافية.

نسأل الله تعالى أن يرحم الوالدة رحمة واسعة ويسكنها فسيح جناته، وهذا سبيل الأولين والآخرين.

وبداية نقول لك: لا بد من الرضا بقضاء الله وقدره والتفكير في التأقلم والتعايش مع هذا الحدث بالطريقة الإيجابية؛ لكي لا تتعطل مسيرة حياة الأسرة بسبب وفاة الوالدة العزيزة.

ثانيًا: ربما لا تكون الصورة واضحة حتى نحكم على الحالة التي تعاني منها بدقة، والذي ظهر لي أن ذلك يعد من الطقوس الوسواسية التي لا فائدة مرجوة من فعلها، فالوسوسة مرض يعتري الشخص، يأتي له بصورة أفعال وأفكار تتسلط عليه وتضطره لتكرارها، وإذا لم يكرر الفعل أو يتسلسل مع الفكرة يشعر بتوتر وضيق وعدم صحة ما فعل، ولا يزول هذا التوتر إلا إذا كرر الفعل، وتسلسل مع الفكرة، فهو إذاً المبالغة الخارجة عن الاعتدال، فقد يفعل الأمر مكررًا له حتى يفوت المقصد منه، مثل أن يعيد الوضوء مرارًا حتى تفوته الصلاة.

وقد يأتي الوسواس في صورة شكوك تستوجب التأكد الخارج عن العادة مثل غلق الأبواب، أو مفاتيح الكهرباء، وما إلى ذلك، فعليك أن تتجاهل الوساوس تمامًا في أي صورة عرضت لك، وعلى أي وجه أتتك.

ويمكن اتباع الإرشادات التالية فربما تفيدك في التخلص من المشكلة:
1- التجاهل والتحقير وعدم الاستجابة للفكرة الوسواسية، وعدم التحاور معها.

2- الانشغال بموضوعات فيها مصالح وفوائد في حياتك الدنيوية والأخروية.

3- تجنب الجلوس لوحدك، بل خالط الناس وشاركهم في حديثهم ومناسباتهم.

4- تحمل الضيق أو القلق الناتج عن عدم الاستجابة للفكرة لفتراتٍ زمنية أطول، فهذا يؤدي إلى ضعفها وتلاشيها -إن شاء الله-.

5- مارس تمارين الاسترخاء العضلي والتنفس العميق؛ لإزالة أو تخفيف التوتر أو القلق الناتج عن ذلك، وتجد تفاصيلها في الاستشارة رقم 2136015.

6- زيارة الطبيب النفسي قد تساعدك كثيراً في التغلب على الفكرة، فالعلاج الدوائي يعمل على التوازن الكيميائي داخل الجسم.

7- محاولة توزيع المهام بينك وبين إخوتك داخل المنزل، ويكون ذلك بقناعتهم، وتحت إشراف الوالد.

8- موضوع زواج الوالد من امرأة أخرى قد تحكمه عوامل عدة، ويمكن التفكير فيه من ناحية راحة الوالد، ولا بأس من تشجيعه على ذلك إذا لمستم رغبته في الزواج.

وفقكم الله تعالى لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً