الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلتي مصابة بعدوى ميكروبية في الدم.. أرجو النصيحة

السؤال

السلام عليكم.

ابنتي ولدت في الأسبوع الـ35 و4 أيام قيصريًا نتيجة حدوث ارتفاع مفاجئ في ضغط دم زوجتي، وخرجت بتقرير من المستشفى أنها تحتاج لحضانة بها جهاز C – PAP، وأيضًا وزنها كان 1380 جرام استجابت سريعًا للجهاز، وتم نقلها على أكسجين عادي، ثم بدأت في التحسن، وكان شغل متابعيها الشاغل هو ملف النمو فبدؤوا في الرضاعة بخرطوم الرايل، وحدث انتفاخ، وتجاوزوه بالعلاج إلى أن بدأت الرضاعة، وتقبلتها تدريجيًا مرة بلبن صناعي، ومرة بلبن الأم، وكانت تسحب لها عينة دم كل ثلاثة أيام.

كانت دائمًا ما تثبت التقارير وجود ميكروب في الدم، وانخفاض عدد الصفائح الدموية، وكانوا يعطونها صفائح دموية حسب الحاجة، ومضادات حيوية للقضاء على الميكروب، ومرة تثبت التحاليل استقرار الأمور بانخفاض نسبة الميكروب، واستقرار معدل الصفائح الدموية، ومرة تثبت التقارير عكس ذلك.

وكان كل هذا أثناء زيادة معدلات الرضاعة عن طريق الرايل لحين الوصول لوزن معين حسب كلام الأطباء 1500 جرام، ثم يبدؤون التدريب على الرضاعة بالحلمات الصناعية تمهيدًا للرضاعة من صدر الأم، إلى أن ظهرت نتيجة تحليل المزرعة الذي تم سحب عينته منذ أسبوع، وقال الأطباء المعالجون: إنهم توصلوا لنوع الميكروب، وتم تغيير نوع المضاد الحيوي الملائم لنوع الميكروب المكتشف، وبناء عليه تم وقف الرضاعة، واستئناف التغذية عن طريق المحاليل التي تحصل عليها عن طريق قسطرة مركزية أسفل الرقبة، والتي تم تركيبها في الأيام الأخيرة لاستحالة تركيب كانيولات إضافية في أي جزء من جسمها لاستنفاذ معظم الأماكن.

مع العلم أنه ظهرت عليها أعراض الصفرة في أول أيامها وعولجت منها.

أفيدوني أثابكم الله، ما هو الموقف لدي من منطلق خبراتكم؟ حيث إن القلق يزداد عندي يومًا بعد يوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الطفلة مصابة بعدوى ميكروبية بالدم، أو ما يسمى بالخمج الوليدي، والأطفال حديثو الولادة تكون مناعتهم ضعيفة، وبالتالي في حال وصول إصابتهم بأي عدوى فهي تنتشر عبر الدم لأي عضو بالجسم نظرا لضعف الجهاز المناعي، وبالتالي قد يرتبط مع ذلك حدوث مضاعفات كبيرة ما لم يتم السيطرة على العدوى بالمضادات الحيوية المناسبة.

البكتيريا المسببة لمرض الخمج الوليدي أنواعها كثيرة، ولكن الشائع في بلادنا النامية هي البكتريا العصوية السالبة لصبغة الجرام، وأشهرها بكتيريا الكلبسيلا نيوموني، والإي كولاي، وخاصة إن انتقلت عبر تركيب كانيولا وريدية، أو أثناء أخذ عينات دم، فتكون حينها مقاومة لعدة مضادات حيوية؛ لذا نقوم بعمل مزرعة بكتيرية لعينة من دم المريض مع إجراء اختبار حساسية لتلك البكتريا، مع مضادات حيوية متنوعة لتحديد أنسب نوع من المضادات يمكن استخدامه.

الطفلة موضع السؤال تعاني من عدوى بكتيرية بالدم غالبًا من بكتيريا مقاومة، والطفلة مبتسرة، وناقصة الوزن، ومناعتها ضعيفة، ومما ذكر من تفاصيل يوضح أن الحالة ما زالت حرجة؛ نظرا لعدم تقبل الرضاعة، ووجود نقص شديد بالصفائح ارتبط معه نقل صفائح دموية، وهذا يعني أن مستوى الانخفاض في الصفائح الدموية شديد.

تم تغيير المضادات الحيوية طبقا لنتيجة المزرعة، ولا يمكن عمل أكثر من المحافظة على العناية الجيدة للطفلة بقدر الإمكان، مع الاستمرار في العلاج، ومحاولة استعادة الرضاعة تدريجيًا إن سمحت حالة الطفلة، وتحسنت حالتها العامة وأرقام صورة الدم من عد صفائح وغيرها.

ندعو للطفلة بأن يرزقها الله الشفاء، شفاءً لا يغادر سقمًا.

وعليك بالصبر والدعاء، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً