الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي وحتى طلابي لا يستجيبون لي، هل العيب فيّ أم فيهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خير الجزاء، ومعذرة على استشاراتي المتكررة.

أنا أعطي بعض الدروس الخصوصية، فأنا خريج كلية شريعة جامعة الأزهر، تحفيظ ودروس لغة عربية، ولكن الأطفال دائمًا، متعبون ولا ينصاعون للكلام، وأستعمل معهم الشدة في القول، وعدم اللين والترهيب، فلا يستجيبون لما أطلبه منهم إلا إذا أخبرتهم أني سأشتكي لأبيكم.

وحتى زوجتي في بعض الأمور لا تنصاع لما أطلبه بعد طول عناء من المشادات، إلا لو أخبرتها سأشتكيك لأمك، فهل العيب في، وما هو، وكيف أصلحه؟

مع العلم أن عملي الأساسي بعيدا عن هذا المجال، فأنا أعمل موظفًا في شركة مبيعات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ABDO حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -أستاذنا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، وهنيئا لمن يعلم القرآن، ونسأل الله أن يرزقك الإخلاص، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

فإن إدارة الصبيان وسياستهم تحتاج إلى صبر وحزم في لين وعدل واهتمام، ونسأل الله أن يعينك على عملك وكافة المهام، ولا يخفى على أمثالكم أن المربي الأعظم ما ضرب بيده امرأة، ولا طفلاً، ولا خادمًا، والأصل في التعامل هو الرفق والترغيب، فإن أبى بعضهم ذلك فيأتي الانتقال لبقية الأساليب.

وكم تمنينا لو أنك سألت موقعك في البداية؛ لأن أول حصة هي التي تتحدد فيها معالم شخصية المدرس وينتظر فيها الطلاب تعليمات واضحة ومختصرة وبنبرة جادة، مع ضرورة أن يثني عليهم ويتوقع منهم الأفضل والأكمل، وعندها سوف يرتفعون لحسن ظن المدرس بهم، ونحن بحاجة إلى أن نركز على الإيجابيات، وعندها يمكن أن تزيد الإيجابيات.

أما إذا ركزنا على السلبيات فإنها تتضاعف، والاضطراب في التعامل بين الشدة واللين والصراخ والتوبيخ والتهديد مما يفقد السيطرة على الطلاب، والأفضل أن يكون الرادع داخليا، وليس خارجيًا كالتهديد بالأب، فإن ذلك مما يشجعهم على التمرد، ويشوه صورة الأب فيرتبط بالقسوة والعقوبة في أذهانهم.

وقد يتساهل الأب فتسقط جميع الأسلحة، وعندها يصبح الطالب لا يهاب أحدًا، ولا مانع تربويًا من التهديد بالأب، ولكن النجاح في أن لا نحتاج إلى إبلاغ الأب، فالأمر كما قال عبد الملك بن مروان لمؤدب أولاده: "تهددهم بي وأدبهم دوني".

وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة، فالأفضل أن تدير أمرها وحدك، وأمها قد تخاصمها اليوم، وربما ناصرتها غدًا، كما أن رفع الأمر إلى أمها مما يشعرها بضعفك، والشرع وضع قواعد للتعامل مع نشوز المرأة قال تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعضوهن واهجروهن}.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونتمنى أن تدرس أحوال الطلاب، وتتفهم الفروق الفردية، والخصائص العمرية، ووفر لهم العدل والقبول، وكن لهم قدوة وانتظر منهم التقدم والخير.

نسأل الله أن يوفقك ويسعدك، ونكرر لك الشكر على التواصل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً