الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي شغف في طلب الحديث والفقه ولكني ضعيف الحفظ!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في المرحلة المتوسطة، لدي شغف في طلب الحديث والفقه، ولدي الهمة، وهذا فضل من الله، ولكن المشكلة أني ضعيف الحفظ، وكان بعض العلماء لا يكاد يقرأ الصفحة مرة أو مرتين فيحفظها، أليس هناك طرقاً لجعل الذاكرة قوية الحفظ والفهم؟ لأننا تحتاج هذه الذاكرة في كل وقت، ولا سيما في حفظ الحديث، فأرشدونا أصلحكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب علم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك لثقتك بموقعنا وكتابتك إلينا، وأهلاً بطالب العلم، فقد روى مسلمٌ أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ قالَ: (إنَّ الملائكَةَ لتضَعُ أجنِحَتَها لطالبِ العلمِ رضًى بِما يصنع). وأحد السلف الصالح يقول: "إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك؛ فانظر فيما أقامك" كيف لا وقد أقامك الله في مقام العلماء وهم ورثة الأنبياء فهنيئاً لك.

من الثابت أن بعض العلماء كان ينظر إلى الصفحة فتنطبع في ذاكرته مباشرة، ومنهم سيدنا الشافعي الذي كان يضع يده على صفحة ويخبئ الصفحة الأخرى كي لا تشوش إحداهما على الأخرى في ذاكرته، وهذه موهبة ومكرمة من الله، قلة من البشر يمتلكها، ولكن هل يمكن اكتسابها؟ نقول لك نعم! وذلك باتباع ما يلي:

1- لفهم طريقة عمل الدماغ؛ يجب علينا فهم تركيب الدماغ والأعصاب، والتي تتألف من مجموعة كبيرة من الخلايا العصبية، والتي تبدو بتكبيرها على شكل الأخطبوط، ذات مركز واستطالات تسمى العصبونات، وهي المسئولة عن نقل الصور والمعلومات، وكلما زاد نشاط التفكير والحفظ والمطالعة زادت استطالة هذه العصبونات وتلامست؛ وبالتالي زادت السرعة في انتقال هذه المعلومات، وبالتالي سرعة الحفظ والمحاكمة، وعليه ننصح بزيادة ساعات المطالعة، وحل المسائل، وممارسة بعض ألعاب تنشيط الذاكرة بشكل مستمر، ومن هذه الألعاب: الشطرنج، وترتيب الصورة المبعثرة، والكلمات المتقاطعة.

2- تحري الأوقات المناسبة للحفظ والاستذكار، وأفضلها بعد الاستيقاظ من النوم المريح مباشرة، وخصوصاً بعد الفجر.

3- تحري الأمكنة المناسبة للمذاكرة والحفظ، والبعد عن غرف النوم، على أن تكونَ تهوية الغرفة مناسبةٌ، وبعيداً عن الضوضاءِ والشواغلِ الملهيةِ؛ كالتلفاز، أو الألعاب، أو الأصوات الصاخبة.

4- تجنب المعاصي، والحرص على رضا الله، فها هو من منّ الله عليه بسرعة الحفظ يشكو إلى أستاذه وكيع مشكلته في الحفظ بعد أن رأى كعب امرأة في الطريق فيقول:

شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي ****** فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ *************ونورُ الله لا يُهدى لعاصي

5- الاشتراك ببرنامج مهارات القراءة السريعة التدريبي، وبالانتهاء منه، وممارسة المهارات التي ستتعلمها ستصل إلى سرعة كبيرة في القراءة والحفظ، وكثير من الناجحين والرؤساء في العالم تمرنوا على ذلك ليتمكنوا من مراجعة بريدهم اليومي ومتابعة أعمالهم.

6- التركيز فيما تحفظ أثناء الاستذكار والحفظ، وعدم الانشغال بالحركة أو أي شاغل آخر.

7- استخدام الخرائط الذهنية؛ لما لها من دور في تثبيت المعلومات وسهولة الاسترجاع قبل الامتحانات.

8- تجنب الأغذية الدسمة قبل المذاكرة والحفظ، والحرص على التغذية السليمة، وتناول بعض المكسرات من جوز ولوز؛ لما لها من دور في تنمية الدماغ، وتناول المشروبات الساخنة المنشطة كالشاي بالليمون والزنجبيل.

9- الحرص على تغيير جلستك، واستنشاق الهواء النقي لمدة خمس دقائق بين الفينة والأخرى وكل 45 إلى 60 دقيقة.

10- عليك في البداية وقبل كل شيء أن تتوجه إلى الله، وتسأله بصدقٍ وحضورِ قلب أن يُعينك على مقصدك، ويسددك في أمور دينك ودنياك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً