الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب التوتر والقلق والتشتت؟ وكيف أتخلص منها؟

السؤال

أعاني من توتر وتشتيت ذهني في الانتباه والتركيز غير عادي، يؤثر على حياتي كلها، ويفقدني القدرة على الفهم، فعندما أركز بشيء معين سرعان ما أتشتت، وهكذا الحال منذ أكثر من عامين.

كنت آخذ حبوب (تربتزول 10) لمدة أسبوع، ومنعتها؛ لأني شعرت أنها ستؤثر على عقلي أكثر، خاصة أني أمر بفترة امتحانات حاليا، ولكن بعد أن منعتها عادت الأعراض أكثر قوة وحدة من قبل.

أريد أن أسأل: هل إذا عدت وأخذت تلك الحبوب ستؤثر على قدرتي في التحصيل أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أكبر أسباب التشتت الذهني وفقدان التركيز والانتباه –أيها الفاضل الكريم– هو القلق النفسي، وفي بعض الحالات هنالك نوع من الحالات النفسية تُعرف بتشتت الانتباه مع فرط الحركة، أو في بعض الأحيان لا يكون فرط الحركة موجودًا.

هذه الحالات نشاهدها عند الأطفال، لكن الآن أيضًا أصبحنا نُشاهدها في مراحل البلوغ وقبل سِنِّ العشرين.

الشيء الأفضل هو أن تعرض نفسك على طبيب نفسي، هذا إن كان ممكنًا، لنتأكد هل أنت تعاني فقط من قلق يؤدي إلى تشتت انتباهك وتركيزك، أم أنك تعاني ممَّا يُعرف بمتلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

أنا أميل أن الموضوع كله ناتج من القلق، وذلك لسببٍ واحدٍ، وهو أنك استجبت لعقار (تربتزول Tryptizol) هذا دواء ممتاز، يُساعد على النوم، يُزيل القلق، يزيل التوتر، وهو لا يؤدي إلى الإدمان أبدًا.

فإن كان بالإمكان أن تذهب إلى الطبيب فاذهب، وإن لم يكن ذلك ممكنًا تناول التربتزول بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، إذا كان عمرك أكثر من ستة عشر عامًا، أما إذا كان عمرك أقل من ذلك فلا تتناول هذا الدواء، ولا أي دواء نفسي، إلا بنُصح الطبيب وإشرافه.

التربتزول يمكن أن تتناوله لمدة شهرين أو ثلاثة دون أي مشكلة، وفي ذات الوقت حاول أن تنام مبكرًا، لأن النوم المبكر يؤدي إلى تحسُّنِ التركيز وتحسُّنِ التحصيل، حين تستيقظ مبكرًا وتُصلي الفجر، تدرس بعد ذلك لمدة ساعة مثلاً، سوف تحسُّ بإيجابيات كثيرةٍ جدًّا في مزاجك وكذلك في تركيزك.

يجب أن تمارس الرياضة أيضًا، الرياضة تؤدي إلى تحسين التركيز بشكل ممتاز جدًّا.

إذًا النوم المبكر، وممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، وأنصحك أيضًا بقراءة شيءٍ من القرآن، القرآن يقوي العقول، ويقوي النفوس، ويُحسِّنُ من التركيز ولا شك في ذلك.

كن متفائلاً، ويجب أن تعطي نفسك أيضًا شيئًا من الراحة، والترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، هذا كله يساعدك أيها الفاضل الكريم.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً