الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقت بصديق صالح مخلص ولكنه أصغر مني.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أود أن أطرح مشكلتي، وأريد حلاً لهذه الحكاية أنا شاب عمري تقريبًا 22 سنة، وتعلقت بصديق أصغر مني بـ 6 سنوات، يعني عمره 16 سنة، لكن هذه الصداقة أتت بالصدفة هذا الشخص هو قريبي، وفي يوم ما أتت مناسبة، وفي هذه المناسبة تعلقت قلوبنا ببعضنا، فقد منحني الثقة الكاملة، واعتبرني مثل أخيه أو أكثر، وفي كل يوم تزداد صداقتنا، وبدأ شيئًا فشيئًا يروي لي مشاكله، وأنا أنصحه دائمًا بما أنه منحني الثقة الكاملة.

كل يوم أكتشف أنه يحب لي الخير وقلبه وفي معي، ففضلته على بقية الناس، وتعلقت به وأصبحت كل يوم أريد الجلوس معه حتى في المقهى إلى أن أصبحت هذه الصداقة يومية، وأصبحت أروي له ما في قلبي، فتفكيره أكبر من عمره، وصداقتنا مبنية أساسًا على الثقة، وحب الخير لبعضنا، فلم أر إنسانًا في حياتي مثله، أجده في وقت الحزن والفرح، وأصبح أكثر وقتي معه.

ومع العلم لم أنس أصدقائي القدماء، ولكن أصبح الوقت معهم قليلاً؛ لأن هذا الإنسان تصرف معي بشكل أفضل مثل الأخ أو أكثر.

هنا أريد أن أطرح سؤلي: هل هذه الصداقة يمكن أن تؤثر علينا؟ وهل فرق العمر عائق في هذه الصداقة الأخوية؟ مع أننا نتبادل نفس المشاعر، وبماذا تنصحونني؟ لأني تعرضت لبعض المضايقات بسبب فرق العمر بيننا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ imed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقكم ويصلح الأحوال، وأن يجعل صداقتكم لله ويحقق في طاعته الآمال.

كلام الناس لا ينتهي ورضاهم غاية لا تدرك، والمهم هو أن تكون صداقتكم لله، وفي الله وبالله وعلى مراد الله؛ لأن كل إخوة أو صداقه لا تقوم على الإيمان والتقوى تنقلب إلى عداوة وندامة قال تعالى { الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }، فاجعلوا صداقتكم على النصح بالحق والصبر عليه.

أما إذا قامت الصداقة على الدنيا كالمال وجمال الشكل وظرف الحديث والوجاهة، فلا خير فيها ولا خير في الاستمرار فيها؛ لأنها تصرف عن الله، مع ضرورة أن يعلم الجميع أن إخوة الإيمان والصداقة الحق تتحقق من ورائها أهداف دنيوية، ولكن الفرق أن هدفها لم يكن هو الدنيا، لكن الله يسوق الدنيا لمن أرادوا وجهه، وهي راغمة والمخلص يربح مرتين، ويفوز بالأجرين، بل إن المصالح والفوائد والبركات ترتبط بصفاء القلوب وصدق الإخوة، وبصدق الإخوة تنال مراتب الآخرة؛ لأن أهلها يتزاورون في الله ويتباذلون فيه سبحانه.

أما بالنسبة لمسألة فارق العمر فهي لا تضر عندما تكون بين الناضجين العقلاء، وسوف نجد من صغار السن من يهوى الجلوس مع الكبار؛ لأن عقله أكبر من عمره، وهذا في الجانب الإيجابي، وربما يمشي مع من هو أكبر منه رغبة في الحماية، وهذا مما يمكن أن يخاف منه وعليه.

وهنيئًا لمن اقترب من الصالحين الذين يذكرونه بالله إذا نسي ويعينوه على طاعة الله إن ذكر، ولا شك أن مصادقة الإنسان لأقرانه وأترابه من الصالحين هي الأصل؛ لأن الهموم متحدة والقدرة على حماية النفس أكبر، ونتمنى أن توسعوا دائرة الصداقة فتدخلوا آخرين، ولا مانع من أن تبقى الخصوصية شريطة أن تكون المنطلقات صحيحة، والنيات سليمة، والنصح حاصل.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً