الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاد إلي القلق والحزن، فهل تنصحونني بالعودة إلى علاجي السابق؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا صاحبة الاستشارة (2273376)، أعاني من حزن شديد واكتئاب، حاولت تجاهله بالأفكار وقراءة كتب ضد القلق، لكنني أشعر اليوم بتوتر رهيب، وكأن جسمي يرتجف من العصبية والانزعاج.

قررت أن أعود للعلاج زولوسير 100 نصف حبة مساء ونصف حبة صباحا، واندرال نصف حبة صباحا، فما رأيكم بذلك؟ أم أن هناك وصفة أفضل لحالتي؟

أتمنى أن لا أضطر لاستخدام الأدوية؛ لأنني متعبة جدا، ولا أريد مراجعة الطبيب، أريد نصيحتكم، ومتى أتوقف عن العلاج؟ مع العلم أني أتعرض لظروف وضغوط نفسية صعبة حاليا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا بد أن يكون لك شعار وجداني تقتنعين به، وهو أن الاكتئاب يمكن أن يُهزم، بل لا بد أن يُهزم، وأن الأحزان تزول -بإذن الله تعالى- وأن تذبذب المزاج لا يعني مطلقًا أن الإنسان سوف يظل في سوداوية دائمة.

أيتها الفاضلة الكريمة: تذكري ما نقوله دائمًا، وهو أن مثلث السلوك يوضح أن هنالك ضلعا للأفكار، وضلعا للمشاعر، وآخر للأفعال، حين يكون اكتئاب وحزن يعني أن الأفكار سلبية وكذلك المشاعر، لذا يجب أن نكون فعّالين، أن نُكابد، أن نُجاهد، أن ننفع أنفسنا وغيرنا، وذلك من خلال الأفعال الجيدة، الأفعال المفيدة، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تُغيِّر الأفكار؛ وكثيرًا ما يُدخلنا الاكتئاب أيضًا في نفق الفكر السوداوي غير المبرر.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: لا بد أن تكون لك قدرة على فلترة الأفكار، ورفض ما هو سلبي، ويجب أن تجعلي لحياتك معنىً، نحن الآن مُقدمين على موسم الخيرات، على شهر رمضان، وهذه فرصة عظيمة لأن يُجدد الإنسان طاقاته النفسية والروحية، ويكون أكثر تفاؤلاً.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا مانع من استعمال الدواء، وبعد أن تحسي بالتحسُّنِ التام استمري على العلاج أيضًا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ابدئي في التخفيض التدريجي للدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً