الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يتكلم مع أبنائي بأساليب مختلفة قد تؤثر بينهم، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم...

زوجي دائما يتكلم مع ابني الكبير بأسلوب يضايقه؛ لأنه يشبهني في كثير من الصفات، ودائما يقول له: أنت ابن أمك! ويكرر دائما بأن ابني الآخر الأصغر هو ابن العائلة وعلى خطاه، مع العلم أن هذا الكلام قد يؤثر بين الإخوة، كيف أتعامل حيال ذلك؟

الرجاء الرد، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح الزوج والعيال، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، ويحقق الآمال.

كنا نتمنى أن نعرف عمر الابن الأكبر وعمر الأصغر، ونحب أن نوضح أن الذكور عموما يقتربون من أمهم في فترة المراهقة عكس البنات، ومن الخطأ عند حصول ذلك أن تقول الأم للبنت: خربك أبوك. أو تغار منها الأم، وكذلك من الخطأ الإساءة للابن بأنه ابن امرأة، وخل أمك تنفعك، ونحو ذلك من الكلام السلبي الذي يضر ولا ينفع، ويؤخر ولا يقدم، وقد يكون سببا لاهتزاز ثقة الابن في نفسه وقدراته، مع أن الأمر عند التأمل يعتبر مرحلة عمرية.

أما بالنسبة للشبه في الشكل فذلك راجع إلى سبق الماء، فإن سبق ماء الأب جاء الولد على شبهه، وإن سبق ماؤها جاء الولد أو البنت بسماتها، وليس في ذلك ما يستدعي دفع الأبناء إلى اتجاه معين فهو أب وأنت أم.

أما بالنسبة لمسألة المقارنة ففيها الضرر للطرفين، وهي ظلم في كل الأحوال، وليس في أبنائنا من هو أفضل بإطلاق، ولكن المواهب موزعة، وكل طفل فيه جوانب يتميز بها، ودورنا كآباء وأمهات هو اكتشاف الملكات والمواهب وصقل القدرات التي وهبها لهم الوهاب، وللمقارنة آثار خطيرة عندما تكون بين الإخوان أو الأقران، أو أبناء الأهل، فقولنا: أخوك أحسن منك، هذا شيء مُدمِّر، وكذلك قولنا: (ابن عمك أحسن منك) خطير، وكذلك قولنا: ابن الجيران متفوق وأنت راسب،...الخ.

وإن كان لا بد من المقارنة والتشبيه فليكن بالقدوات كشباب الصحابة؛ حتى نرتفع ونتأسى بهم. ويمكن مقارنته مع نفسه في مواقف أخرى، كقولنا: السنة الماضية نتيجتك كانت مشرفة، وأنت تستطيع أن تفعل لأنك أنجزت في الشهر الفائت أو...، وننصحك بأن تتفاهمي مع والدهم بعيدا عنهم، ووفري برنامج حماية لمن يضغط عليه الوالد، ومن المهم أن تؤكدي له أن الوالد يحبه، وأنه يريد له الارتفاع والخير، وقد مدحك بكذا وكذا.

وهذه وصيتنا لكم بضرورة ما يلي:
1- القرب من الأبناء.
2- مصادقتهم.
3- فتح أبواب الحوار معهم.
4- إعطاؤهم مقدارا من الحرية وجرعات من الثقة.
5- العدل بينهم.
6- إعطاؤهم مسؤوليات.
7- إشعارهم بحاجة البيت إليهم.
8- الثناء على تقاربهم وحبهم لبعضهم.
9- نقل الانطباع الجيد والمشاعر النبيلة بينهم: (أخوك يحبك وهو الذي أصر على أن نشتري لك) ووو.
10- التقبل والحب غير المشروط.
11- التركيز على إيجابياتهم.
12- تجنب الضرب والسخرية والتوبيخ.
13- فهم احتياجاتهم وخصائص فئاتهم العمرية.
14- التركيز على إيجابياتهم.
15- التواصل مع موقعكم.
16- الاتفاق على خطة موحدة في التربية والتوجيه.
17- تعظيم كل من الوالدين للآخر في أعين الأبناء.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله؛ فإنها قاعدة الصلاح والفلاح والنجاح، وعليكم بالدعاء، ثم الدعاء، والاستعانة والتوكل على رب الأرض والسماء، وقد أسعدنا تواصلكم، ونطمع في الاستمرار للتشاور والتعاون في كل ما يصلح الأولاد، والموفق هو العظيم رب العباد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ام زياد

    جزاكم اللة خيرا ونسال اللة خير الجزاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً