الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أوازن بين الجلوس مع ولدي وعملي ونومي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا مطلقة، عمري 24 عاما، وعندي طفل عمره سنتان ونصف، أعيش مع والدي، ولكنني أعاني من مجموعة مشاكل.

أولها: طفلي الذي توليت تربيته وحدي منذ عمر خمسة شهور أصبح يميل للذهاب إلى أبيه، ويسألني عنه إذا تأخر والده في القدوم، رغم أنني سعيدة، ولا أحب التفرقة بين الأب وولده، وأعلم أنه يحبه، ولكنني أخاف أن يذهب طفلي مني، وأدعو ربي دوما أن يحفظه لي، ويجعله بارا بي، ولكنني أخاف أن أخسره، فأبي يتثاقل من مصروفي، لذلك أنا أعمل وأغيب عن البيت إلى المساء، وعندما أعود تطلب أمي مني مساعدتها بأعمال المنزل، وتدريس إخوتي الصغار، وما إن أنتهي أجد نفسي تعبة جدا، ألعب مع ابني من ساعتين إلى ثلاث ولكن على حساب السهر إلى وقت متأخر يصل للواحدة أو الثانية صباحا، فلا أستيقظ لصلاة الفجر أغلب الأوقات، وضميري يؤنبني على صلاة الفجر، وأعرف أن السبب الرئيسي هو نومي في وقت متأخر، بالإضافة إلى ذلك فإن أبي لا يسمح لي بأخذ ابني للحدائق أو المولات، مع أنني أحاول فعل ذلك لأقرب طفلي مني، وأحضر له يوميا هدية عندما أعود للمنزل، ولكن أشعر أنه لا يكترث بها.

ومن ناحية أخرى والداي يحبان طفلي كثيرا، ويعاملانه بلطف وحنان، فكيف يمكنني أن أنظم وقتي؟

علما أنني لا أملك إلا يوم عطلة واحد، ووالده يأخذه فيه، أشعر أن ابني هو كل ما أملك، وأخاف أن يذهب إلى بيت أبيه، خاصة أن أباه كون عائلة، وأصبح عنده أخت.

والمشكلة الأخرى التي أواجهها: أنني رغم محاولتي أن أبر والدي بكل الأشكال، وأحبهم ويحبونني، ولكنني أصبحت أشعر بنفرة شديدة تجاه أبي، لم أكره في حياتي إنسانا، حتى طليقي الذي آذاني، أدعو له بالهداية ولا أكرهه، ولكن لماذا أبي الذي كنت أعشقه أصبحت لا أطيق الجلوس معه؟ رغم أنني عندما أشعر بهذا الشعور أحاول أن أهتم به أكثر، فأحضر له طعامه، وأحضر له الهدايا، حتى أخفي ذلك، كنت قديما لا أرتاح إلا بالجلوس مع أبي، وأفرح كثيرا عندما يضمني ويناديني بمدللته، ولكني الآن أتحاشى أن أسلم عليه، فأحيانا أقول في نفسي ربما لأنه كان له دور رئيسي في طلاقي، أو لأنه يمنعني من أمور كثيرة، أو بسبب صفاته السيئة مثل: التدخين والكذب والبخل، فدائما يقول ليس معي مال، وكلما جمع مالا فإنه يشرع في عمل مشروع جديد، وقد حاولت كثيرا أن أهديه أو أتحدث معه، ولكنه يغضب، فأصبحت أتحاشى أي نقاش معه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا لسعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: نسأل الله أن يعينك -أختنا- على ما أنت فيه، وأن يرزقك صلاح الحال وتيسير العسير، وأن يحفظ لك ولدك، وأن يعينك على تربيته تربية إيمانية صالحة، كما أننا نحمد الله إليك على هذا النفس التي لم تنمو على كره الناس، وهذه خصلة تدل على خير فيك، نسأل الله أن تكوني كذلك وزيادة.

ثانيا: بالنسبة لتربية ولدك، وأوقات الفراغ لديك، وكيفية الموازنة بين عملك ونومك، فإننا –أختنا- ننصحك بما يلي:

1- استمري على جلب الهدايا لولدك بصورة منتظمة، وأكثري من التحدث معه وأسمعيه كثيرا: أحبك يا بني، اجعليها دوما على لسانك.
2- حين تعودين من العمل اجعلي أول الأمور الجلوس مع ولدك ولو لربع ساعة، اجلسي معه قبل أن تدرسي إخوانك، وعند التدريس اجعليه قريبا منك.
3- نامي مبكرا -أختنا الكريمة-، واستيقظي لصلاة الفجر، وأكثري من الدعاء في هذا الوقت أن يحفظه الله لك، ولا بأس أن توقظيه معك، سيكون الأمر عليه شاقا في أول الأيام، لكنه بعد ذلك سيعتاد عليه.

ثالثا: بالنسبة للشعور الجديد مع والدك فهو ناتج عن عدة عوامل، منها ما ذكرته من صفات سلبية كنت وأنت صغيرة لا تعيريها الاهتمام الكافي، لذلك لم تكن تؤثر فيك، وقد يكون جلوس ولدك معه كثيرا وخوفك أن يتعلم من جده بعض الصفات السلبية مساعداً لذلك، وهناك عامل آخر نفسي وهو شعورك أن سعادتك وسعادة ولدك في الخروج إلى المتنزهات مسلوبة منك، وهو السبب في ذلك، ولعل هذا ولد عندك شعورا سلبيا سيما وقد ذكرت دوره في طلاقك، فإذا أضفنا إلى ذلك سرعة غضبه عند الحديث معك تبين جليا سبب هذا التغير عليك.

رابعا: والدك رجل له صفات يمدح بها وأخرى يذم عليها، لكنه في المجمل والدك، وله حق عليك، نريد منك أن تتذكري كل صفة يمدح عليها، وأن تعظميها في نفسك، وأن تتوددي إليه قدر جهدك.

وأخيرا: لا تخافي على ولدك من الغد، فالله يتولاه برحمته، وأحسني إليه، وعظمي الله في نفسه، وأطعميه من الحلال، وثقي أن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا.

نسأل الله أن يبارك لك في ولدك، وأن يحفظه لك من كل مكروه، وأن يعوضك خيرا، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق arabsham1950

    الله يعينك ويقر عينك بولدك
    بروا آبائكم تبركم أبنائكم
    اصبري أن الله يحبك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً