الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مشاهدة الأفلام والصور الإباحية تضعف الأداء الجنسي؟

السؤال

السلام عليكم

هل مشاهدة الأفلام والصور الإباحية تضعف الخلايا الجنسية أو عمل الأعضاء التناسلية؟ وإذا كان كذلك فهل الابتعاد عن مشاهدة هذه الأفلام والصور نهائياً يعيد عمل هذه الخلايا والأعضاء بشكلها الطبيعي كما كانت أم يجب الذهاب إلى طبيب وأخذ علاج؟

أرجو أن تكون إجابة شاملة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيما يتعلق بالجانب الطبي نوضح أن لمشاهدة الأفلام الجنسية أضراراً وآثاراً جانبية عديدة، خاصة فيما يتعلق بالخلايا العصبية في المخ ومدى تأثر المخ بتلك المشاهدات، ومعدلات الإثارة غير الطبيعية، والذي بدوره يؤثر سلباً على النشاط الذهني للمخ، خاصة فيما يتعلق بالأمور الجنسية، فيكون التأثير السلبي في المستقبل على العلاقة الجنسية مع الزوجة.

صحيح قد لا يكون هناك تأثير سلبي مباشر للأفلام الجنسية على أنسجة أو خلايا القضيب، ولكن التأثير السلبي على الأعضاء التناسلية يكون بتكرار الانتصاب، وتكرار الاستمناء، وهو ما يؤدي لاحتقان البروستاتا، مما قد يسهل التهاب البروستاتا، وهو ما يؤدي لضعف الانتصاب، وضعف الرغبة الجنسية.

كذلك الإفراط في ممارسة الاستمناء يؤثر سلباً على القدرة الجنسية بصورة عامة، سواء تأثيرا مباشرا أو عن طريق الجانب النفسي والذهني.

لذا لابد من الإقلاع عن مشاهدة تلك الأفلام، لما لها من تأثيرات سلبية، فضلاً عن الجانب الشرعي والديني.

والله الموفق.
+++++++++++++++
انتهت إجابة د. إبراهيم زهران. استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
+++++++++++++++

مرحبا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب.
سؤالك عن تأثير هذه المعصية، وهي مشاهدة الأفلام والصور الإباحية على الجسم، وقد أفادك فيه من الناحية الطبية الأخ الفاضل الدكتور إبراهيم، بفوائد جمة، نسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

بقي أن نذكرك -أيها الحبيب- بسنة الله تعالى في خلقه، وهو الذي خلقهم وهو الذي يحفظ لهم أجسامهم، ويمدهم بالعافية ويحفظ هذه الأعضاء لأداء وظائفها، وهو الذي جعل سبحانه وتعالى من سنته لخلقه وقدره فيهم أن يحرمهم سبحانه وتعالى منافع بسبب ذنوبهم، ومن ذلك منافع أجسادهم؛ فإن الإنسان يحرم الخيرات الكثيرة بسبب ذنوبه، كما قال الله سبحانه وتعالى (فبظلمٍ من الذين هادوا حرمنا عليهم طيباتٍ أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً * وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل).

يقول: العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآيات: أخبر تعالى أنه حرم على أهل الكتاب كثيراً من الطيبات التي كانت حلالاً عليهم، وهذا تحريم عقوبة بسبب ظلمهم واعتدائهم، ثم يقول: عاقبهم الله تعالى من جنس فعلهم، فمنعهم من كثير من الطيبات التي كانوا بصدد حلها.

الخلاصة: أيها الحبيب، إن الإنسان قد يحرم خيرات كثيرة وطيبات كثيرة بأن يحدث الله تعالى في جسمه من الأدواء والأمراض ما يمنع بسببه من تناول بعض الطيبات التي كانت ممكنة مباحة، ولكن الله يعاقبه؛ بأن يحدث فيه علة تمنعه من تناول ذلك الطيب المباح، وذلك ثمرة لكسبه واعتدائه وظلمه، وقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

الواجب على الإنسان المؤمن أن يحذر غضب الله تعالى؛ فإن غضب الله لا تقوم له السماوات والأرض، وليعلم أن السيئات والمعاصي لا تجر إليه إلا الحرمان، فإذا وقع بالذنب أو بالمعصية فعليه أن يبادر بالتوبة والإصلاح، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أسامه أبو يوسف

    جزاك الله خيرا الجزء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً