الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالكره تجاه صديقي الحميم عند غيابه، وبالحب عند لقائه، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم

أنا عندي مشكلة منذ سنة تقريبًا، وسببت لي همًا وتعاسة كثيرة ولا أعرف حلها.

المشكلة: أن أعز أصدقائي قبل سنة عمل معي موقفًا جعلني غاضبًا منه كثيرًا، وبعدها رجع واعتذر بقوة، وحاول يكفر عن خطئه، ورجعنا أصحابًا.

المشكلة: أني الآن لما أكون مع هذا الشخص أكون مبسوطًا وفرحانا، لكن أول ما أبتعد عنه -ولو لفترة بسيطة- أكرهه بشكل غير طبيعي، وأكره له الخير، وأحاول إذا راسلني؛ لكي أعمل شيئًا يفيده؛ ما أرد عليه، وأظل أفكر فيه بكراهية بشكل مستمر، وأفكر بكل كلمة قالها لي، وأسيء الظن فيها، وهذا التفكير الزائد بهذه الطريقة تجعلني تعيسًا طول اليوم، ولا أستطيع أن أتخلص منه.

هذه الطريقة بالتفكير ما كنت أفكر فيها قبل ذلك الموقف، وكنت متعلقًا به كثيرًا، وأفضل راحته على راحتي، وأحبه أكثر من أي شخص آخر.

الغريب أني لما أراه ونقابل بعضنا أرجع أحبه كثيرًا، وأتمنى له الخير. علمًا بأن هذا الشخص قلبه طيب، ويحبني كثيرًا، ويتمنى لي الخير، ويعمل معي مواقف طيبة.

نحن طلاب مدرسة (العمر ١٧) هل ممكن أن أعرف ما المشكلة؟ وكيف أتخلص من هذه الطريقة بالتفكير؟

يا رب أجد حلًا.

شكرًا جزيلًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يؤلف القلوب ويحقق الآمال.

نحيي المشاعر النبيلة التي دفعتك للسؤال، وننصحك بكتمان ما يحدثه الشيطان في نفسك من النفور وإرادة الشر لمن ديدنه معك الإحسان، واحمد الذي رد كيد الشيطان إلى الوسوسة، بمعنى أنك لا تحول تلك الخواطر السالبة إلى أعمال، وتعوذ بالله من الشيطان، واطرده بالأذكار والقرآن، واعمل على مخالفته فهو عدونا كما أخبرنا ربنا في القرآن: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًا} وعداوتنا للشيطان لا تتحقق إلا بمخالفته ورفض وساوسه، والفقيه الواحد أشد على الشيطان من ألف عابد.

وأرجو أن تحافظ على الأذكار، وتقرأ على نفسك آيات الرقية الشرعية، ولا مانع من أن تذهب إلى راق شرعي، مع ضرورة أن تنسى ما حصل منه، خاصة بعد أن اعتذر، وها هو يجتهد في الإحسان، ويعمل على تدارك ما حصل منه من التقصير في حقك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وثق بأن ميادين الإحسان واسعة، وأن العفو درجات، قال تعالى: {والكاظمين الغيظ} وهذه درجة رفيعة أعلى منها {والعافين عن الناس} وهذا لا يبقى في نفسه أثر أو حقد، وأعلى منه: {والله يحب المحسنين} وهذه منزلة من يقابل إساءة الناس بالإحسان، وإذا ذكرك الشيطان بما حصل؛ فجدد العفو، وأحسن إلى صديقك، واقصد بذلك وجه الله؛ حتى تغيظ عدوك.

سعدنا بتواصلك، ونكرر لك التحية على هذه الروح، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونسعد باستمرار تواصلكم، ونسأل الله أن يوفقكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً