الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالانسداد في الأذن وطنين وشد في الرأس، هل له علاقة بالورم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله، القائمين على موقع الاستشارات.

أنا أعاني منذ ثلاثة أشهر تقريبا من صداع وطنين، وانسداد في الأذن، وشد في الجهة اليسرى من الرأس.

ذهبت لاستشاري أذن وأنف، وأخذ الأشعات اللازمة، واتضح أن لدي التهابا حادا وصديدا في الجيوب الأنفية، وبالأخص اليسرى، ويوجد انحراف خلقي في الأنف اليسرى، وصرف لي أدوية الصداع، وذهب -ولله الحمد- ولكن لا زلت أشعر بالانسداد في تهوية الأذن، والطنين، وبعض الشد في الجهة اليسرى.

أنا متخوف من هذا الموضوع؛ خوف من أن يكون هناك ورم -لا قدر الله-.

أرجو الإفادة، وجزاكم الله خير الجزاء.

العمر: 24 سنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: لا داعي للخوف، فإن كل شيء بقدر الله، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وكل أمر المؤمن خير، فإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، كما علمنا وأخبرنا حبيبنا ورسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

بالإضافة إلى أن طبيبك المعالج طمأنك بعد عمل الأشعات والفحوصات اللازمة، وتبين وجود التهاب حاد بالجيوب الأنفية، مع اعوجاج بالحاجز الأنفي، وتم إعطاؤك العلاج اللازم، والذي -بفضل الله- كان سببا في زوال الصداع، وإن بقيت بعض الأعراض الخاصة بتهوية الأذن والطنين، والذي قد يكون سببه وجود انسداد مزمن بقناة استاكيوس؛ بسبب انسداد الأنف لاعوجاج الحاجز الأنفي.

وقناة أستاكيوس هي القناة الممتدة من نهاية البلعوم الحلقي وحتى الأذن الوسطى؛ لتعادل الضغط على جانبي الطبلة، وبانسداد تلك القناة يتكون ضغط سلبي داخل الأذن الوسطى؛ مما يقلل من مستوى السمع التوصيلي، مع صوت طقطقة أو فرقعة في الأذن مع البلع، أو التثاؤب، أو مع حركة الفك السفلي، هذه الفرقعة بسبب فتح قناة أستاكيوس المغلقة رغما عنها.

وكي نساعد على فتح قناة أستاكيوس، وعودة الأمور إلى سابق عهدها؛ يجب أن نعالج سبب انسداد الأنف، والمؤدي إلى تلك المشكلة سواء كان السبب اعوجاجا بالحاجز الأنفي -بإجراء عملية جراحية لتقويم الاعوجاج-، أو كان السبب حساسية الأنف، وذلك بتجنب مهيجات الحساسية من تراب، ودخان، وعطور، وخلافه، مع استخدام بخاخ الحساسية (فلوكسيناز) أو (رينوكورت) مع حبوب مضادة الهيستامين، مثل: (كلارا) أو (كلاريتين) مرة كل مساء.

أما انسداد قناة أستاكيوس نفسه، فيمكننا التغلب عليه بمضغ اللبان باستمرار، مع عمل الفلسلفا، وهي النفخ بقوة مع إغلاق الأنف والفم، فيتوجه الهواء المحبوس بقوة في اتجاه الفتحة الثالثة المتبقية ألا وهي فتحة قناة أستاكيوس؛ ليفتحها عنوة، مسببا تلك الفرقعة أو الطقطقة، كما ننصح باستعمال نقط (أوتريفين) مرتين يوميا -ولكن لمدة لا تزيد عن خمسة أيام- لإزالة احتقان الأنف، مع حبوب كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء؛ لإزالة الاحتقان حول قناة أستاكيوس، وبالتالي التخلص من الانسداد والفرقعة والطنين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً