الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشغلني برامج التواصل الاجتماعي وتلهيني فكيف أرتب للمذاكرة والنجاح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (21) سنة، أدرس في السنة الثالثة من الطب البشري، لا أعلم من أين أبدأ في الحقيقة، توفي أبي في سنة (2008) وأعيش مع أمي وأختي، أبي كان الأخ والصديق وكل شيء، تغيرت كثيرا من بعد وفاته، علاقتي بأمي طيبة نوعا ما، ولكن يشوبها نوع من الاضطراب أحيانا، وعلاقتي بأختي طيبة، رغم أن هنالك بعض الخلافات التي تحدث بين الأخوات، ولكنها تستفزني بدعائها علي بالرسوب، وفي أحد المرات دعت ورسبت بالفعل.

مستواي الدراسي بدأ يتدنى، رسبت في السنة الأولى، وحزنت كثيرا، لدرجة أنني انقطعت عن جميع صديقاتي، بمن فيهم صديقتي المقربة، ولكنني لم أنقطع عن عائلتي، بعدها عدت لها ودخلت للدور الثاني، ونجحت في هذه المادة بنسبة (95%)، أنا الآن في السنة الثالثة، وفي وقت الامتحانات، وقد امتحنت قبل رمضان مادة من المواد الصعبة نوعا ما، وخائفة جدا من الرسوب؛ لأن أختي دعت عليَّ ولم تكن إجاباتي بالورقة جيدة، المادة القادمة يوم (26/7)، ولم تعد لي رغبة في الدراسة، ولكن لابد لي أن أدرس وأنجح من الدور الأول، حتى أتمكن من استغلال عطلتي.

أضيع وقتي على برنامج الفيس بوك، أو بالتفكير فيما حدث، وهو انفصالي عن صديقتي المقربة، هذه الفترة منذ ثلاثة أشهر تغيرت جدا، لقد تمسكت بها ولكنها قدمت أعذارا أقبح من ذنبها، كنت عندما تحدث مشكلة مع أهلي أرويها لها، فاتهمتني بأنني كما شكيت لها من أهلي فإنه من الممكن أن أطعنها هي، لم أتوقع كلامها الطفولي هذا، وهي تعلم مدى حبي لأهلي، لن أتحدث طويلاً عما قالته، ولن أطيل.

سؤالي: كيف أتخلص من الفيس بوك والجلوس لوقت طويل عليه؟ وكيف أحب دراستي وأصنع هدفي؟ وكيف أخرج أي شخص من تفكيري مثل صديقتي هذه؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يرحم والدك، ويصلح الأحوال، وأن يوفقك ويحقق الآمال.

النجاح بيد ربنا الفتاح، ودعاء شقيقتك لن يرتفع إذا كان فيه عدوان أو إثم أو قطيعة للرحم، والمؤمنة توقن بقول الله: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}، وأختك لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا فكيف تضرك أنت.

وأرجو أن تصلحي ما بينك وبين شقيقتك، واقتربي من والدتك، واطلبي منها الدعاء، واحرصي على تنظيم وقت المذاكرة، وابتعدي عن مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا تشغلك عن دراستك، وتعوذي بالله من شيطان يحاول أن يحزنك، أو ييئسك، فعامليه بنقيض قصده، وقومي بواجباتك الشرعية، ونظمي جدول المذاكرة انطلاقا من وقت الصلوات، وتذكري أن ما مضى لن يعوض، وأن التمادي في الإهمال سوف يزيد الأمر تعقيدا، وإذا ذهبت صديقة فابحثي عن غيرها، فالخير في نساء الأمة باق، ونتمنى أن تحافظي على أسرار المنزل والأسرة، فالإنسان يملك سره، فإذا أذاعه أصبح ملكا لغيره.

وهذه وصيتنا لك، بتقوى الله، ثم بالترحم على الوالد، والاقتراب من الوالده، وزيادة البر لها، وتفادي كل ما يجلب الاحتكاك مع شقيقتك، وإذا حصل توتر فاحتملي منها فهي الكبرى، ومما يحببك في الدراسة تذكر حلاوة النجاح، وانتظار الأسرة للثمرة، وحركي في نفسك كوامن الحب للتخصص، ومهنة الطب إنسانية رائعة، وتذكري أن الثواني تمضىي، وأن من جد وجد ومن زرع حصد.

واجعلي علاقتك فقط مع الصالحات المتفوقات الحريصات على النجاح والتعلم، ومثل هذه الأمور لا تحتمل المجاملات، فاستعيني بمن بيده الخيرات، ونسأل الله أن يوفقك ويرفعك درجات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب Zineb

    انصحك يا أختي عندما تكون فترة الامتحانات وانت تذهبي الى اماكن طبيعية مثل البحر ،، وان لاتؤخذي معك لا هاتف لا جهاز الكتروني
    فقط أخذ معك ما تحتاجين لمراجعته وان نصحك ان تذهبي في الصباح الباكر ويمكنك ان تصطحبي معك زميلتك في الدراسة لتراجعي سويا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً