الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل حبنا لله لنفوز بالجنة هو نوع من الحب للمصلحة؟

السؤال

لقد درسنا في اللغة العربية أنواع الحب، ومنها حب المصلحة، فهل ينطبق هذا الحب على حبنا لله، فأنا أرى أننا نسعى لنفوز بالجنة، ويجب حتى نفوز بها أن نرضي الله لذلك، نحن نرضيه لمصلحتنا، هل ما أشعر به صحيح أم لا؟ وهل هذا الحب حسن أم سيء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdelrahman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يفقهنا في دينه، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

ربنا العظيم هو الغني الكريم، ولو كنا وأهل الأرض على أفجر قلب رجل ما نقص من ملك الله في شيء، ولو كنا وأهل الأرض على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك في ملك الله من شيء.

ولا يخفى عليك أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب؛ لأنها لا تزن عند الله جناح بعوضة، ولو كانت كذلك ما سقى الكافر منها جرعة ماء، وإيمان المؤمن يكون خوفا ورجاء ومحبة، والمؤمن يحب الله وينطلق في محابه من حبه لله، ويوقن أن الحب والبغض في الله أوثق عرى الإيمان.

والسعي إلى الجنة والهرب من النار مطلوب، والمؤمن يدعو الله أن يدخله الجنة وينجيه من النار، والفلاح أن يقصد الإنسان بعمله وحده الله، ويكون تحقق المطالب تبع لذلك.

ولا شك أن الحب لله هو الأصل وفرق كبير بين من يحب الله، وبين من يحب الجنة، وبين من يخاف الله، وبين من يخاف من النار.

والأعلى هو حب الله العظيم، وهو قاعدة النجاح، والذين آمنوا أشد حبًا لله، فاحب الله وتفرغ لعبادته، واترك عن نفسك مثل هذه الأفكار، فالمهمة واضحة { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ....}، والطريق واضح { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ....}، والجنة بفضل الله والنار بعدله، ونسأل الله أن يرزقنا ويكرمنا بفضله، وأن يغفر لنا ولكم ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً