الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعالج من مرض الاضطراب الوجداني وأرجو إفادتي عن هذه الأدوية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الطبيب المتميز والرائع د/ محمد عبد العليم.

أنا شاب أتعالج من مرض الاضطراب الوجداني، حيث يكون مزاجي جيداً في بعض الأيام، وفي أيام أخرى يكون سيئاً، وفي أيام أخرى مختلطا، حيث التقلبات المزاجية من النوع الخفيف، والقطب الاكتئابي هو الأقوى، وبعد مرور ثلاثة أسابيع على تناول سيبرالكس تحسن مزاجي جزئيا، وقلّ الاكتئاب عما سبق.

لكني أعاني في مواقف اجتماعية معينة، حيث يحدث نوع من الارتباك والتعثر، وفقدان القدرة على التركيز والتفكير والتصرف بشكل سليم وصحيح؛ حيث أشعر بنقص التركيز، والارتباك والتعثر، مثل الذهاب إلى البنك لاستلام وعدّ مبالغ مالية، حيث أخطئُ كثيرا في العدّ، ويلاحظ ذلك الصراف.

كما أجد بعض الصعوبة في الفهم والتركيز فيما يقوله المدراء لي، وأنسى بعض الأشياء، ويسخر مني زملائي.

الأدوية التي أتناولها هي:
لاميكتال 100: قرصين في الصباح، وقرصا في المساء.
ليثيوم 400: قرصين بعد الأكل.
ويلبيوترين 150: قرصا في الصباح.
سيبرالكس 10: قرصا في الصباح.

أفكر في تقليل جرعة الليثيوم من قرصين في اليوم إلى قرص واحد فقط؛ حيث إن الهوس عندي من النوع الخفيف (hypomania) وليس المرتفع. فما رأي سيادتكم؟

هل يوجد تداخل بين الليثيوم وسيبرالكس؟
بعد كم ساعة من تناول سيبرالكس يبدأ مفعول الدواء في العمل والفاعلية والتأثير؟
هل تأثير ومفعول سيبرالكس يحتاج إلى وقت أكبر في القضاء على القلق والتوتر، وتحسين التركيز من الوقت الذي يأخذه في القضاء على الاكتئاب؟
أيهما أفضل مع الاكتئاب والقلق والتوتر: سيبرالكس أم سيمبالتا؟
هل السيروكويل من نوع (xr) يسبب الكسل والخمول وزيادة النوم مثل السيروكويل العادي أم بدرجة أقل؟
ما رأي سيادتكم في عقار كيوتيازيك (quetiazic) بجرعة (50) مليجراما، والذي يعتبر بديلا للسيروكويل لعلاج الاكتئاب؟

هل يسبب سيبرالكس الأرق، أم الخمول والنعاس، والكسل، والرغبة في النوم؟ وهل هذه الأعراض تكون في البداية فقط أم تظل مستمرة؟

ما مدى فاعلية سيبرالكس مع القلق والتوتر؟ وهل توجد أدوية أفضل من سيبرالكس لعلاج القلق والتوتر وتحسين التركيز؟

هل سردولكت يفيد مع القلق والتوتر، وتحسين التركيز؟ وما هي جرعته وأعراضه الجانبية؟

في انتظار ردكم الكريم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك -أخِي- تواصلك مع إسلام ويب، وأنا أقدِّر تمامًا إثراءك لهذا الموقع.

بالنسبة لمضادات الاكتئاب ومحسنات المزاج واستعمالها في حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية: تحدثنا عن هذا الموضوع كثيرًا، ولا بد لمضادات الاكتئاب أن يتم استعمالها بحذر شديد، وأنا أرى أن عقار (سيروكسات Seroxat) ربما يكون هو الأفضل؛ لأنه غالبًا لا يدفع الناس نحو القطب الهوسي بكثرة، وفي ذات الوقت يُعالج الخوف والرهاب الاجتماعي إذا كان مصاحبًا للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لكن قطعًا -أخِي الكريم- أنت لك تجربة كثيرة مع الأدوية، وتجربتك ثَرَّة ويُوثق فيها، وما دمت مرتاحًا على الـ (سيبرالكس Cipralex) فيمكن أن تواصل عليه، لكن بشرط أن يكون هنالك حذر شديد في ألا يجُرَّك نحو القطب الانشراحي.

أيها الفاضل الكريم: الليثيوم حين يتم تناوله يجب أن يتم تناوله بجرعة صحيحة، الليثيوم ليس دواءً تدعيميًا للأدوية الأخرى، إنما هو دواء علاجي، وجرعة الثلاثمائة مليجرام إلى ستمائة مليجرام في اليوم هي الأقل.

بالنسبة للتداخل ما بين الليثيوم والسيبرالكس: لا يوجد تداخل حقيقي أو مزعج؛ لان السيبرالكس من الأدوية النقية جدًّا.

فعالية السيبرالكس تبدأ بعد ثلاث إلى أربع ساعات من تناوله.

السيبرالكس يمكن أن يقضي على القلق والتوتر، لكن لوحظ أن استجابات الناس له متباينة، يعني أن بعض الناس يستفيدون منه كثيرًا، والبعض الآخر لا يستفيد منه.

سؤالك: أيهما أفضل مع الاكتئاب والتوتر والقلق؟
قطعًا الـ (سيمبالتا Cymbalta) ربما يكون أكثر تميزًا، خاصة إذا كان بجرعة تسعين إلى مائة وستين مليجرامًا.

الـ (سيروكويل Seroquel) من نوع (XR): هذا قطعًا لا يؤدي إلى الكسل والخمول وزيادة النوم حين نقارنه بالسيروكويل العادي.

عقار كيوتيازيك هو من مضادات الفصام ومثبتات المزاج، وهو دواء شائع الاستعمال في أمريكا الشمالية وليس في منطقتنا، وهو أيضًا يحسِّن المزاج، أنا -حقيقة- ليس لي تجارب عملية مع هذا الدواء، لكن من خلال اطلاعاتي يُقال أنه عقار جيد.

السيبرالكس غالبًا لا يُسبب الأرق، ولا يُسبب الخمول إلَّا في حالات نادرة، ويلاحظ أيضًا أن استجابات الناس له متفاوتة، والشركة المصنعة تنصح باستعماله نهارًا، لكن بعض الناس يقولون: إنه كان له فعل استرخائي وتنويمي شديد عليهم، وفي هذه الحالات نقول لهم: تناولوه ليلاً.

سؤالك: ما مدى فعالية السيبرالكس مع القلق والتوتر؟
أرى أنه فعال، وأرى أنه دواء جيد، ولا يوجد قلق أو توتر دون عُسر مزاج، والسيبرالكس دواء قطعًا فعّال جدًّا لعلاج عُسر المزاج.

سؤالك الأخير: هل (سيردوليكت Sertindole) يفيد مع القلق والتوتر وتحسين التركيز؟
السيردوليكت هو دواء مضاد للفصام والأمراض الذهانية، وهنالك أقوال كثيرة جدًّا أنه من أفضل مُحسِّنات التركيز، وأنا لديَّ تجربة تقريبًا مع اثنين أو ثلاثة من الطلاب الذين يُعانون من أمراض فصامية، وتناولوا هذا الدواء، وبفضل من الله تعالى استطاع أحدهم أن يُكمل دراسته الجامعية. الجرعة هي من ثمانية إلى ستة عشر مليجرامًا، وأكثر عرضًا يمكن أن يُسببه هذا الدواء هو التململ الحركي، بمعنى أن الإنسان قد لا يستطيع الجلوس في مكانٍ واحدٍ حين يتناوله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا Alam gomaa

    معظم ادوية النفسيه من قبيل النصب على الزباين حتى وان كانت باسم شركات عالميه انت تتعرض اهجوم مدروس دور على ربك مالكش غيره

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً