الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكره الكلية التي أدرس فيها وأبكي عند ذهابي لها، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، لا أعلم من أين أبدأ، ولكن الله وحده يعلم ما يحمله قلبي من هموم ومشاكل.

مشكلتي أنني أكره الكلية التي أدرس فيها، وأبكي حين أذهب لها، فقررت أن أقدم على طي القيد الجامعي، فحصلت على موافقة أهلي بعد عناء، ولكن أبي لم يوافق، ورفض أن أدخل معهداً خاصاً، كما رفض الوظيفة التي توسطت لي بها صديقتي في المطار.

أبي لا يسمح لي بالخروج لأي مكان حتى بيت أختي، فهو إنسان معقد جداً، فكيف أقنعه برغبتي في الدراسة في الجامعة عن بعد، أو في معهد خاص، أو عن طريق الانتساب؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أصايل حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يلهمك رشدك ويحقق الآمال.

كنا نتمنى أن نعرف لماذا تكرهين الكلية التي تدرسين فيها، مع أن مجرد الوصول للكلية عند الفتيات يعتبر أمنية، ولماذا رفض الوالد، وهل المعهد الخاص في درجة الكلية، وما هي أسباب رفضه لخروجك، هل عنده ملاحظات شرعية، وهل هناك مخاوف معينة؟

من هنا، فنحن ندعوك إلى طرح الموضوع من كافة جوانبه، حتى تجدي المساعدة، وتقفي على الرأي المحايد وأنت في مقام بناتنا وأخواتنا، ولا نريد لك إلا الخير، ولا يخفى على أمثالك أن كره الكلية قد يكون له أسباب، ونتمنى أن تكتبيها حتى نناقشك، وإما أن يكون ليس له سبب، وعندها سندعوك إلى قراءة الرقية الشرعية على نفسك، أو الذهاب إلى راق شرعي ممن يقيمون الرقية على قواعدها الشرعية.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة القرب من الوالد، واعلمي أن ما بينك وبينه أكبر من الكلية والمعهد، وأهم من كل الوظائف والمراتب الدنيوية، فلا تعاندي حتى لا تكبر المشكلات، واطلبي مساعدة الأعمام والعمات، واحرصي على إرضاء الوالد، وببرك للوالد والإحسان إليه سوف تنالي خيري الدنيا والآخرة.

سعدنا بتواصلك، وننتظر منك التوضيح حتى نتصور ما يحصل، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ونسأل الله أن يقدر لك ما فيه الخير ثم يرضيك به، وأن يكتب لك التوفيق في حياتك العلمية والعملية والأسرية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً