الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر في المستقبل كثيراً، فما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على موقعكم المميز، وأثابكم الله عليه.
أتمنى منكم أن تنصحوني عن التفكير بالمستقبل، وأي مشكلة حتى لو صغيرة تظل برأسي أفكر فيها مدة أسبوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم: العقل نعمة من نعم الله علينا، يُستفاد منه كثيراً إذا وجّه التوجيه الصحيح في حل المشاكل والتخطيط لتحقيق الأهداف في هذه الحياة، فهناك كثير من المشكلات نحلها عن طريق التفكير المنظم، أما إذا كان التفكير مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية؛ فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط؛ لعدم تمكنا من إشباع دوافعنا وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.

وربما يكون الأمر نوعاً من الوساوس القهرية التي يجبر صاحبها التفكير في أشياء تافهة لا قيمة لها ولا فائدة منها، فيظل الشخص حبيساً لتلك الأفكار غير المجدية.

أما التفكير في الأحداث المستقبلية؛ فهي لم تأتِ بعد، والتفكير لا يغير من وقوع الأقدار، فهي لا محالة كائنة شئنا أم أبينا، والمطلوب هو التخطيط للمستقبل بنظرة مشرقة وبروح تفاؤلية، وندعو بالخير؛ فالدعاء يصارع البلاء كما علمنا صلى الله عليه وسلم، وأمر المؤمن كله خير سواءً في السراء إذا شكر، أو في الضراء إذا صبر.

فعش الحاضر -أخي الكريم- واستمتع بما فيه، وكن واقعياً، واستخدم عقلك وفقاً لمتطلبات الواقع، ولا تشغل نفسك بما ليس في مقدورك تغييره أو تحويله، واستخر الله تعالى عندما يصعب عليك الاختيار بين أمرين، أو في قرارات تتعلق بالمستقبل، واستعن بالله وتوكل عليه إذا عزمت على أمر، وتدرب على طريقة حل المشكلات بالطريقة العلمية؛ وذلك بتحديد المشكلة وأسبابها، واقتراح مجموعة من الحلول لحلها، ودراسة هذه الحلول بدقة، وفحص إيجابياتها وسلبياتها، ثم اختيار أنسب الحلول.

وتيقن أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك، ولا أحد يأخذ رزقاً كتبه الله لك، وليكن فكرك مشغولاً بكيفية إرضاء الله تعالى؛ يكفيك شر ما أهمك، ولا يزال لسانك رطباً بذكر الله تعالى وبالاستغفار؛ فإنه مفتاح الفرج.

مارس تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي وعند اللزوم –تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم (2136015)- لخفض التوتر والقلق الناتج عن التفكر.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً