الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت فتاة خاملة كسولة بعد أن كنت نشيطة!

السؤال

السلام عليكم.

عمري 15 سنة، وأدرس في المرحلة الثانوية، كنت فتاة ذكية ومجتهدة جدا، ولكن بعد انتهاء شهر رمضان أصبحت كسولة، وأعاني من خلل في النوم، فكلما حاولت النوم مبكرا لا يأتيني النوم إلا في الساعة الثالثة صباحا، كما أنه نوم مضطرب، فأجدني تعبت، وأشعر بالنعاس صباحا، وأصبحت شهيتي مفتوحة، آكل ولا أشبع، وخاصة في الليل، ووزني زاد على ما كان عليه، وأصبحت مزاجية أكثر من السابق، أغضب من أبسط الأشياء، وأصبحت أحس بالوحدة، وليس هناك أحد أستطيع أن أكلمه، وقد سافرت منذ سنة إلى بلد آخر، وبعدما أصبح لدي صديقات سافرت إلى مدينة ثانية، ولا أشعر بالحماس تجاه القيام بالأعمال، فدائما أؤجلها، ماذا أفعل؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yumna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

بالفعل من الواضح أنك فتاةٍ ذكية، ولبقة، وذات طموحات، وما يمر بك الآن -إن شاء الله تعالى- هو أمر مرحلي مؤقت وعابر، وليس دليلاً أبدًا على وجود مرض نفسي حقيقي.

كثيرًا ما تحدث تغيرات نفسية نسميها بعدم القدرة على التكيف أو عدم القدرة على التواؤم، وهي تكون مرتبطة بالمراحل العمرية عند الإنسان، أو بظروف اجتماعية، أو بأي تغيرات حياتية.

أنت بعد أن استقر بك المقام في البلد السابق الذي كنت تعيشين فيه وكوّنتِ صداقات -وهكذا- انتقلت بعد ذلك إلى مدينة أخرى، هذا من الناحية النفسية في مثل عمرك نعتبره حدثًا حياتيًا كبيرًا، هذه النقلة من وجهة نظري أدَّتْ إلى شيءٍ من عدم القدرة على التواؤم وعدم القدرة على التكيف، وهذا شكَّل ضغطًا نفسيًا بالنسبة لك، وأدَّى إلى شعورك بالتكاسل والخمول والأكل الليلي المتكاثر، وأصبحت لديك تقلبات المزاج والسرعة والاندفاع نحو الانفعال والعصبية.

هذا كله -إن شاء الله تعالى- سوف يختفي تدريجيًا، غالبًا الإنسان يحتاج لثلاثة إلى ستة أسابيع من أجل أن يتكيَّف ويتواءم مع محيطه الجديد.

فأقول لك: اطمئني تمامًا، وكل الذي أريده منك هو أن تسعي لتنظيم وقتك، وموضوع النوم سهل تنظيمه، في مثل عمرك النوم يأتي تلقائيًا، وعمرك هو عمر الإشباع النومي -كما نسميه-، وكل المطلوب منك هو أن تتجنبي السهر، وأن تتجنبي النوم النهاري، وأن تتجنبي تناول الميقظات في فترات المساء، وأقصد بالميقظات: الشاي، القهوة، الشكولاتة، فهذا كله يؤدي إلى الاستثارة البيولوجية ممَّا يُضعف النوم كثيرًا.

وعليك بتثبيت وقت النوم ليلاً، واحرصي على أذكار النوم، وطبِّقي بعض التمارين الرياضية، وكذلك التمارين الاسترخائية.

هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك: كوني إيجابية التوجُّه، نظِّمي وقتك، احرصي على دراستك، ابدئي في تكوين علاقات اجتماعية صالحة ونافعة في محيطك الدراسي والاجتماعي، وقطعًا أنت شخص محبوب، ليس لديَّ شكّ في ذلك أبدًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً