الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مطلوب مني التوقف عن دواء الاكتئاب، وأخشى انتكاس الحالة.. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية أشكركم على هذا الموقع، وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.

مشكلتي أنني أصبت بمرض الاكتئاب بعد الولادة، وهذه المرة الثانية التي أصاب بهذا المرض، حيث أنه أصابني بعد ولادتي الأولى، ولم أتعالج، وفي الثانية ذهبت إلى طبيب نفسي، ووصف لي حبة لوسترال صباحا، وحبة ليريكا مساء، وتحسنت كثيرا -ولله الحمد-.

ولكن بعد شهر من تناول العلاج نسيت علاج ليريكا يومين متتاليين، وبعد أيام انتكست حالتي، واستمريت في تناول العلاج شهرا آخر، وتحسنت ثانيا -الحمد لله- ولا زلت كذلك.

وعند مراجعتي للطبيب طلب مني ترك ليريكا بالتدريج، ولكن أنا خائفة من الانتكاسة، فهل من الممكن ترك الدواء دون أن تنتكس حالتي؟ وما هو الطريق إلى ذلك? وهل تركي لعلاج ليريكا يومين هو سبب في الانتكاسة الأولى?

وأخيرا شاكرة لكم تعاونكم معنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اكتئاب ما بعد الولادة اضطراب منتشر بين النساء بعد وضع حملهنَّ، ويقال: إن أكثر من 10% من النساء يُصبن بهذا المرض بدرجات متفاوتة، قد يكون شديدًا أو قد يكون متوسطًا. هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى فهو أيضًا قد يتكرر بعد الولادات، وعليه فإنني أرى قبل مناقشة الدواء أن يكون هناك الآن مسافة بين الحمل والآخر، أي الآن -إن شاء الله تعالى- بعد ولادتك الثانية يجب عليك ألا تحملي مرة أخرى إلَّا بعد مرور ثلاث سنوات كاملة، حتى -إن شاء الله تعالى- يتم شفاؤك من هذا المرض، وهو اكتئاب كبقية اضطرابات الاكتئاب الأخرى، ولكن قد يكون مُصاحبًا بأعراض قلق نفسي، والعلاج الفعّال هو الأدوية، خاصة الأدوية التي تزيد مادة الـ (سيروتونين Serotonin) في مخ الإنسان، والـ (لسترال Lustral) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) هو من هذه الأدوية، وهو دواء فعّال لهذا الاكتئاب.

أما الـ (لاريكا Lyrica) والذي يعرف علميًا باسم (بريجابانيل pregabalin) فهو دواء عادةً يُستعمل في علاج الصرع، ولكن وجد أنه مُهدئ ومضاد لأعراض القلق، وأرى أنك لم تحصل لك انتكاسة، ولكن كان مُهدئًا لك، وعندما توقفت عنه رجعت أعراض القلق، وهذا يعني أن المرض لم يتم شفاؤه بعد.

إذًا اللاريكا ليس هو العلاج للاكتئاب النفسي، بل هو دواء للصرع، ولكن يُستعمل للتهدئة، وقد بدأت بوادر إدمان على هذا الدواء - للأسف - وسط الشباب.

إذًا العلاج الفعال في حالتك هو اللسترال، واللسترال عادةً يأتي مفعوله بعد حوالي شهر ونصف إلى شهرين، وقد يتطلب أحيانًا زيادة الجرعة، أي خمسين مليجرامًا، يمكن أن تزيد إلى مائة مليجرام. فالعلاج الفعّال هو اللسترال، عليك بمواصلة تناوله، و-إن شاء الله تعالى- يفيدك، واللاريكا تستعمل في الفترة الأولى، وكما نصحك الدكتور أنها هي مُهدئة فقط، وليست علاجًا للاكتئاب، فيجب عليك سحبها كي لا يكون الموضوع تهدئة فقط، نحن نحاول أن نعالجك من الاكتئاب النفسي بمضادات الاكتئاب.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً