الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قمت بطعن زميلتي في المدرسة وأخشى أن تنتقم مني، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مشكلتي أنني طعنت طالبة في المدرسة، وتم التستر على الأمر، ومرت السنة على خير، لكنني الآن أخاف أن أعاقب على فعلتي بأن يتم طعني، حيث أحلم أن طالبة تلحقني بالسكين، وقد فكرت أن أترك المدرسة؛ لأنني أتذكر مقولة: كما تدين تدان.

أنا تبت، ولا أعرف كيف أعتذر للفتاة؟ ولا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا أدخل المدرسة مرعوبة، أفكر كثيرا أن آخذ معي سكينا للدفاع عن نفسي، أختي تقول: لا تعتذري منها، والأحلام مجرد كوابيس، ولا أعرف هل أسمع كلام أختي، أم أذهب للاعتذار من الفتاة؟ فقدت الشعور بالأمان، خاصة أنني أعلم أن أهلي لن يأخذوني للمستشفى، ولن يساعدوني، والخوف من الأحلام سوف يوقف قلبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، وأحمد الله تعالى أن ألهمك الرجوع والتوبة عما حدث، طبعا لن أسئلك لماذا فعلت هذا، والمهم أنك تراجعت وأدركت الخطأ الكبير الذي قمت به.

لا شك أن حقوق الناس أمر هام في ديننا الحنيف، والاعتذار لهذه البنت في هذه الحياة وقبولها لاعتذارك ليس فقط يذهب عنك الخوف والقلق والكوابيس، إلا أنه أنفع لك أيضا يوم الدين أمام رب العالمين.

أنصحك بالحديث مع الأخصائية أو المرشدة النفسية في المدرسة، واشرحي لها كيف أنك متأسفة لما حدث، وأنك تريدين التوبة، والاعتذار لهذه الفتاة، واسمعي لنصيحة هذه المرشدة النفسية، والتي يمكنها أن تجمع بينك وبين هذه الفتاة، وربما تعتذري لها، والأمل بعون الله أن تقبل اعتذارك، وينتهي الأمر عند هذا الحدّ.

ولا شك أن هذا أفضل بكثير من حملك للسكين مجددا، وأفضل من دخول المدرسة بخزف وقلق، وأفضل من العيش مع الكوابيس، ولعلك تصبحين صديقة لهذه الفتاة، وكما يقول الله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم}.

وفقك الله، ويسّر لك طريق الاعتذار والصلح مع هذه الفتاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً